HOME


من هم المؤرخون المراجعون
ولماذا يجب أن تعنينا "المحرقة" اليهودية

د. إبراهيم ناجي علوش

محتويات الكراس


الترجمات والنصوص الأصلية لثلاث وثائق متصلة بالموضوع

1- رسالة ودعوة مفتوحة من مركز سيمون ويزنثال الصهيوني 
في الولايات المتحدة إلى رابطة الكتاب الأردنيين

11 نيسان/إبريل 2001

  • مركز ويزنثال يدعو المثقفين الأردنيين "للجلوس وللتكلم".
  • لقاء آخر لإنكار المحرقة يمنع في عاصمة عربية.

بعد عشرة أيام بالضبط من قيام رئيس الحكومة اللبناني رفيق الحريري بإلغاء مؤتمر لناكري "المحرقة" في بيروت، تم "تأجيل" لقاء مشابه كان مقرراً في عمان الأردن مخافة أن يؤدي ذلك اللقاء، على ما يبدو، إلى إحراج ملك الأردن عبد الله الموجود في واشنطن من أجل لقائه الافتتاحي مع رئيس الولايات المتحدة جورج بوش.

المتحدثون الثلاثة ومدير الجلسة في لقاء عمان تم إبلاغهم السبت الماضي بأن "ندوة المؤرخين المراجعين (للمحرقة)" لن يتمكنوا من المضي في عقد لقائهم يوم 8 نيسان/إبريل، بسبب الإحراج المحتمل الذي قد يسببه للملك عبد الله عشية قمته الأولى مع الرئيس بوش.

"نحن نرحب بقرار السلطات بإجهاض هذا التجمع الذي، عوضاً عن الترويج للتبادل الحر للأفكار والفهم الأفضل للتاريخ، سوف يصادق على جهود تلك القوى التي تسعى لتبيض المحرقة النازية، وهي عملية الإبادة الجماعية الأكثر توثيقاً في التاريخ"، على حد قول الحاخام أبراهام كوبر Cooper، العميد المساعد لمركز سيمون ويزنثال الذي قاد الجهود لإلغاء اجتماع الكرادلة الناكرين للمحرقة في بيروت.

"نلحظ بأن رابطة الكتاب الأردنيين تخطط على ما يبدو لإدانة المثقفين العرب البارزين الذين أعلنوا موقفاً ضد إنكار الشواة [المحرقة - المترجم]، وأنهم يخططون لإعادة تنظيم ندوة عمان"، كما يقول كوبر. "عوضاً عن ذلك، فإننا في مركز سيمون ويزنثال، وكنا قد تشرفنا باستضافة الملك الراحل حسين في متحف التسامح [متحف المحرقة - المترجم] في لوس انجلوس، ندعو رئيس رابطة الكتاب الأردنيين لإرسال وفد لزيارة مؤسستنا وللقاء الناجين من تلك الحقبة الرهيبة وجهاً لوجه، إذ بينما توجد لدينا مواقف متباينة تجاه السلام في الشرق الأوسط، فإن أصحاب النوايا الحسنة يجب أن يكونوا قادرين على العمل معاً لرفض المراجعة التاريخية واللاسامية"، يضيف كوبر.

وقد صرح الحاخام كوبر أيضاً، بأن هناك تصاعداً في مد اللاسامية وإنكار المحرقة والإشارة للإسرائيليين كنازيين من قبل المسؤولين الكبار في سورية والإعلام الرسمي في مصر وإيران والسلطة الفلسطينية.

وقد استنتج كوبر: "إن الهدف واضح، وهو تصوير إسرائيل والشعب اليهودي بصورة الشيطان".

للمزيد من المعلومات، اتصلوا بقسم العلاقات العامة في مركز سيمون ويزنثال على الرقم 9036 - 553 - 310 (الولايات المتحدة). 

[العنوان - انظر النص الإنكليزي]

[نهاية الرسالة المفتوحة من مركز سيمون ويزنثال]

ملاحظات:

  1. الترجمة حرفية وكل المزدوجات من النص الأصلي.
  2. المؤرخون المراجعون يقترحون أن نوافق على الدعوة بشرط أن تتاح لهم الفرصة ليكونوا أعضاء في وفدنا لكي يتحدوا أسطورة المحرقة ويكشفوا زيف ادعاءات الناجين منها أمام وسائل الإعلام. وقد أبلغتهم أنني سوف أنقل اقتراحهم للجهات المعنية ولكن موقفنا كان وما زال ضد التطبيع مع الصهاينة.
  3. ردت الرابطة على هذه الدعوة بالإعلان عن موعد جديد لعقد الندوة تم تأجيله بقرار حكومي.

د. إبراهيم علوش

عضو رابطة الكتاب الأردنيين

2- مقال جديد للحاخام أبراهام كوبر يهاجم فيه رابطة الكتاب الأردنيين وثلة من المثقفين العرب  
- هجوم على بشار الأسد وإيران -

افتتاحية الحاخام أبراهام كوبر كما نشرت في صحيفة الميامي هيرالد الأمريكية:

"انجيل الكراهية الغربي يضع جذوراً له في الشرق الأوسط"

[تاريخ 30 نيسان 2001 حسب موقع سيمون ويزنثال على الإنترنت، ولا أعلم تاريخ نشرا في جريدة الميامي هيرالد، والحاخام أبراهام كوبر هو طبعاً العميد المساعد لمركز سيمون ويزنثال الذي يدير متحف التسامح أو متحف المحرقة].

يوم 7/4، بينما كان اليهود في العالم أجمع يجتمعون حول طاولات العشاء التقليدية في الليلة الأولى لعيد الفصح اليهودي، كانت مجموعة من المثقفين العرب، تقودها رابطة الكتاب الأردنيين، تضع اللمسات الأخيرة على "ندوة حول المؤرخين المراجعين".

كان الهدف من ندوة عمان هو حشد الدعم لمعهد المراجعة التاريخية الأمريكي الذي ينكر المحرقة، والذي قامت الحكومة اللبنانية بشجاعة بإلغاء مؤتمره الدولي في بيروت، والذي كان سينعقد تحت عنوان "المراجعة التاريخية والصهيونية". وحتى اللحظة يبقى مهرجان الكراهية العالمي لمعهد المراجعة التاريخية بدون بيت [يعقد فيه المترجم]، وهو الأمر المثير لكدر منظمة جيرغن غراف، وهو متعصب محترف هرب من سويسرا إلى طهران بعدما حكم بالسجن لتشويهه ذكرى ضحايا هتلر. والآن، لم يعد لديه مكان يعقد فيه معرض نجوم الأوغاد الدوليين هذا حيث يجتمع مروجو البغضاء العنيفون مثل أحد قادة اليمين المتطرف الألماني هورست ماهلر، ورئيس التحالف القومي الأمريكي ومؤلف مذكرات تارنر، وليم بيرس، الذي كان كراسه برنامج عمل تيموثي ماكفي مرتكب عملية التفجير في أوكلاهوما سيتي.

[ملاحظة: إن ربط المراجعة التاريخية بأعمال إرهابية مثل تلك التي قام بها تيموثي ماكفي في عاصمة ولاية أوكلاهوما عام 1995، حيث تم تفجير مبنى يحتوي العصب المركزي لوكالات المخابرات الأمريكية في الولاية مما أدى إلى مقتل أكثر من مائة وخمسين من كبار ضباط هذه الأجهزة، هو عمل تحريضي سافر، يهدف إلى تخويف مناصري المؤرخين المراجعين بقدر ما يهدف إلى استثارة الحكومة الأمريكية والشعب الأمريكي ضد المراجعين ومناصريهم - المترجم].

لكن جرغن غراف ومعهد المراجعة التاريخية لم يبقيا في وضعهما الجرح طويلاً، إذ تقدم إبراهيم علوش لحشد التأييد لهما من قبل "أعداد من الكتاب والمثقفين عبر الأردن وسوريا ولبنان الذين تحركوا للدفاع عن حرية التعبير في العالم العربي ولتصحيح السجل حول المؤرخين المراجعين". إن ندوة عمان حسب علوش "هي مجرد بداية لسلسلة من النشاطات التي يؤمل أن تتوج بمؤتمر للمراجعين في بلد عربي ما".

ويخبرنا علوش أيضاً أن العالمين العربي والإسلامي بحاجة لمعرفة "حقائق" مثبتة علمياً مثل "أن غرف الغاز المزعومة لم تكن تستخدم لتصفية اليهود بشكل منهجي، بل لحرق جثث أناس من جنسيات مختلفة بعد موتهم لمنع انتشار الأوبئة"، ومن بين "الضحايا المزعومين": آني فرانك. ورغم هذه المخططات، فإن مؤتمر عمان تم وقفه، على الأقل حالياً. فقد أخبر مسؤولون أردنيون معنيون بعض المنظمين أن الندوة قد تحرج ملك الأردن الشاب عبد الله، بينما كان يستعد للقاء الرئيس جورج بوش للمرة الأولى في البيت الأبيض.

ولكن لا يبدو أن هناك تحفظات من هذا النوع في دمشق. إذ تم إطلاق هجوم حاقد موازي هناك من قبل الرئيس بشار الأسد، الذي درس في الغرب، والذي وصف الإسرائيليين مرتين بأنهم "أسوأ من النازيين" وأمام خلفية من هذا النوع، بدا قرار رئيس الحكومة اللبناني رفيق الحريري بإلغاء مؤتمر معهد المراجعة التاريخية بأنه أكثر شجاعة مما يبدو للوهلة الأولى، فقد قال: "لبنان لديه أشياء أكثر أهمية من عقد المؤتمرات التي تضر بمكانته الدولية وتلطخ اسمه".

[وألخص باقي المقال في نقاط بسبب طوله: 

  1. التيار الأساسي في العالمين العربي والإسلامي يعلم الأطفال بأنه لم تكن هناك محرقة، لمحو الدروس الأخلاقية والتاريخية لها وإنكار مشروعية إسرائيل.
  2. من طهران إلى بغداد إلى دمشق إلى غزة إلى القاهرة تلتحم إيديولوجية إنكار المحرقة بإنجيل "حرب الجهاد" من قبل المصممين على ضرب مشروعية الشعب اليهودي وتدمير إسرائيل.
  3. هجوم على إيران لمنحها اللجوء لشخص نمساوي شهد في محكمة جيرغن غراف في سويسرا كخبير تقني منذ غرف الغاز، ولنشر مقالات في الصحف الإيرانية تندد بمؤامرة المحرقة.
  4. هجوم على عبد الله حوراني لأنه نشر مقالاً قال فيه: "عوضاً عن التحدث عن المحرقة المزعومة، كان يتوجب أن نتبع شكوكنا حولها التي باتت تكتسب المزيد من الزخم وبين كبار المثقفين الأوروبيين".
  5. هجوم على الشيخ نافذ عزام من "الجهاد" لأنه اعترض في غزة على تدريس المخرقة للأطفال الفلسطينيين.
  6. هجوم على كاتب العامود أنيس منصور لأنه كتب في الأهرام بأن ما حدث لليهود في ألمانيا وبولندا وروسيا كان مبرراً.
  7. هجوم على معهد المراجعة التاريخية لأنه يحاول ركوب هذه الموجة على زعم أبراهام كوبر.
  8. هجوم على مصطفى طلاس لأنه اتفق مع المنتج المصري منير راضي على تصوير فيلم اعتماداً على كتاب وضعه طلاس عام 1983، رداً على فيلم "لائحة شندلر" الذي يروج للمحرقة، عن مؤامرة يهودية في دمشق عام 1840 لقتل المسلمين والمسيحيين.
  9. هجوم على كاتب يهودي اسمه جون ساك لأنه حضر مؤتمر المراجعة التاريخية الأخير وألقى فيه خطاباً وكتب تقريراً عنه لمجلة أمريكية معروفة غطى المؤتمر بشكل إيحابي.
  10. محاولة لربط "إنكار المحرقة" بأعمال إرهابية لحركة النازيين الجدد في الولايات المتحدة والمسيحيين المتشددين على سبيل المثال هجوم عام 1999 أدى إلى جمع (5) أشخاص في المركز اليهودي في سان فرناندو في ولاية كاليفورنيا.
  11. ويوضح كوبر أن هذه الهجمات رغم خطورتها الشديدة تبقى أقل أهمية من تأثيرها في الشرق الأوسط إذا أصبح إنكار المحرقة سياسة رسمية، فالعنف هناك سيكون أكثر بكثير. [هذه خلاصة المقال].
  12. لذلك على صناع السياسة الأمريكية والأوروبيين الذين يبحثون عن دور في الشرق الأوسط أن يرسلوا إشارات للأسديين والعرفاتيين والخامنئيين بأن الكذبة [إنكار المحرقة] لن تمر كسياسة رسمية أمام الأمم المتحدة في العالم. وإلا، فإن المحرقة سوف تتكرر.

تلخيص وترجمة: د. إبراهيم علوش.

- وهكذا، يصبح واضحاً أن التأكيد على "المحرقة" هو من الضمانات المعنوية التي يراد لها أن تحمي وجود الاحتلال. لذلك، يمنع بحثها بالمطلق، ويهاجم من يبحثها.

3 - حاخام "إسرائيل" الأكبر يدعو الملك عبد الله لمنع 
ندوة المراجعة التاريخية في رابطة الكتاب يوم 15 أيار

ذكرت وكالة أنباء CNS على موقع الإنترنت التابع لها في نبأ من القدس، نقلاً عن جولي ستال Julie Stahl مسؤولة مكتب الوكالة في القدس، أن حاخام "إسرائيل" الأكبر إسرائيل مائير لاو، وجه رسالة للملك عبد الله حثه فيها على منع مؤتمر المراجعين من الانعقاد في عمان يوم 15/5/2001.

وتقول الوكالة في الخبر الذي أوردته في نسختها الصادرة يوم 2/5/2001 إن الحاخام الأكبر لاو قال أن عقد المؤتمر في عمان سيعتبر بمثابة "لطخة رهيبة" على الأردن، وسيدمر العلاقات بين الجارين، خاصة وأن الأردن وقع معاهدة سلام مع "إسرائيل".

ويضيف الخبر أن مؤتمر ناكري المحرقة هذا كان سيعقد في بيروت ولكنه الآن سيعقد في الأردن يوم 15/5 بمناسبة العيد الثالث والخمسين لاستقلال "إسرائيل". ويشير التقرير الذي يملأ صفحتين مطبوعتين أن هذا المؤتمر لإنكار المحرقة ترعاه مؤسسة الحقيقة والعدالة السويسرية ومعهد المراجعة التاريخية الأمريكي، وهما من أبرز معاهد المراجعة التاريخية في العالم.

وينقل التقرير عن المتحدثة باسم عصبة مكافحة الافتراء اليهودية، ADL، في القدس، أنها ستتفاجئ إذا سمح الملك بعقد هذا المؤتمر لأن هذا سيثير بدون شك العداء مع حكومة الولايات المتحدة.

وأضاف التقرير أن المتحدث باسم الحاخام الأكبر لاو، واسمه اسحاق رات، قال بأن الرسالة للملك أرسلت عبر وزارة الخارجية وأنهم لا يتوقعون رداً قريباً عليها. وتقول هذه الرسالة فيما تقوله: "أن مجدكم ومجد مملكتكم لن يتم بالتعاون مع ناكري المحرقة، ولو كان هذا التعاون سلبياً (أي بمجرد السماح بانعقاد المؤتمر – المترجم)". وإن على الملك أن يفعل كل ما بوسعه لمنع انعقاد هذا المؤتمر.

إيضاحات من رابطة الكتاب الأردنيين:

[ملاحظة: تم عقد الندوة يوم 13 أيار/2001 بنجاح وكانت تلك المحاولة الثالثة لعقدها].

  1. إن جولي شتال مسؤولة مكتب CNS في القدس كانت تعمل حتى أمدٍ قريب مسؤولة المركز الإعلامي الإسرائيلي في وزارة الخارجية الإسرائيلية، وهي تحمل شهادة ماجستير في الصحافة من جامعة Regent.
  2. إن معهد المراجعة التاريخية في الولايات المتحدة ومعهد الحقيقة والعدالة السويسري لا علاقة لهما من قريب أو بعيد بندوة رابطة الكتاب الأردنيين، وأن الندوة التي ترفع رابطة الكتاب الأردنيين عقدها ندوة محلية بمتحدثين محليين.
  3. إن مؤتمر "المراجعة التاريخية والصهيونية" في بيروت شيء، وندوة "ماذا حدث لمؤتمر بيروت؟" في عمان شيء آخر، ولا يجوز أن نخلط بين الاثنين.
  4. إن المراجعة التاريخية ليست لإنكار المحرقة، بل لوضعها في إطارها العلمي، وبالتالي لوضع قيام "إسرائيل" ضمن إطارها العلمي. فمسألة المراجعة التاريخية للحرب العالمية الثانية مسألة سياسية راهنة، لا مسألة أكاديمية تاريخية فحسب.
  5. إن الحاخام الأكبر ليس من حقه أن يتدخل في سيادة الأردن وشؤونه الداخلية. فندوة رابطة الكتاب الأردنيين تمثل نشاطاً داخلياً لرابطة الكتاب لمواطنين أردنيين يمارسون حقوقهم الدستورية في التعبير الحر عن الرأي ضمن حدود القانون، وأننا على ثقة بأن الموقف الأردني الرسمي سيكون رافضاً لهذا التدخل في شؤونه الداخلية والوصاية عليه.
  6. إن الولايات المتحدة نفسها تسمح للمراجعين بعقد المؤتمرات وإصدار النشرات هناك، فلماذا يفرض على الأردن تدخل في حريات مواطنيه لا يطبق على مواطني الولايات المتحدة.
  7. إن الحركة الصهيونية تعرف جيداً أن معهد المراجعة التاريخية الأمريكي، ومؤسسة الحقيقة والعدالة السويسرية، لا علاقة لهما بندوة رابطة الكتاب الأردنيين، وقد كتبت هآرتز والجيروزاليم بوست يومي 20 و 22 نيسان 2001 تذكر فيها أن رابطة الكتاب الأردنيين هي التي ستعقد الندوة في عمان.



 



HOME                           اللغة العربية