Radio Islam - Ahmed Rami - راديو إسلام أحمد رامي - Morocco - Maroc - -  Hweidi - Houeidi - Houidi - Sadat - Islambuli - HOME- Islambouli
عندما تسود الخيانة و يعم الفساد و تكم الأفواه
 لا يبقى الا ما فعله خالد الاسلامبولي و رفاقه ...

رسالة أحمد رامي الى "محمد السادس"
العقاد: عن بروتوكولات حكماء صهيون

ما هي"برتوكولات حكماء صهيون"؟
روجيه غارودي: عن اليهودية

فهمي هويدي

مــا الــحــل ؟
 مقالات للكاتب فهمي هويدي
عرفته الصحافة العربية كاتباً ومفكراً يحمل هموم الأمة الإسلامية والعربية، واستطاع بقلمه أن ينفذ عبر كل العصور
 محللاً ومفكراً له آرائه الصادقة المعبرة عن نبض الأمة دون خوف أو انكسار،إنه الكاتب والمفكر فهمي هويدي

إيران والعرب في قارب واحد
26/7/2000

ما أن يقترب المرء من ملف العلاقات العربية الإيرانية حتى يجد نفسه مشدوداً إلى الماضي ومستغرقاً فيه، على نحو يعطي انطباعاً قوياً بأن تلك العلاقات عرفت عصرها الذهبي في ذلك الماضي وحده.

ولعل إحدى المشكلات الأساسية التي تواجهنا عرباً وإيرانيين أننا لسنا مدركين أننا في قارب واحد، وأننا نواجه تحديات ومخاطر واحدة، فقوى الهيمنة الغربية لا تستهدف طرفاً دون آخر، والعدو الإسرائيلي يتطلع إلى كسر إرادة الجميع، والتربُّع على عرش القوة العسكرية المدججة بالسلاح النووي، والقوة الاقتصادية التي تمكنه من تولي موقع القيادة في الشرق الأوسط الجديد الذي يراد لنا أن نصبح جزءاً منه، أو بعض ضحاياه بتعبير أدق.

ثمة مظاهر عدة لغياب هذه الرؤية الاستراتيجية، لكن أكثر تلك المظاهر شذوذاً وغرابة تتمثل في أن بعض الدول العربية تهرول لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، بينما تتعامل بحذر بالغ أو تتباطأ وتتردد في تطبيع علاقاتها مع إيران!

من مظاهر الغياب كذلك أن تتبنّى إيران في الآونة الأخيرة الدعوة إلى حوار الحضارات ، بينما حوارها مع العالم العربي ما زال متعثراً في بعض الجبهات، ولا تزال هناك بعض القضايا العالقة التي تعكر الصفو في منطقة الخليج.


القاهرة - من منى سالم

يرى محللون ان فوز الشيعة  في الانتخابات العراقية قد يوقظ احلام الطوائف الشيعية في بعض دول الخليج المجاورة التي تحكمها انظمة حكم سنية لكنهم يستبعدون تغييرا جذريا في الخريطة السياسية للمنطقة.

ولا يرى المحللون والدبلوماسيون في المنطقة امكانية لفرض هيمنة شيعية على المنطقة ولا في انتشار نموذج الجمهورية الاسلامية في ايران في الدول المجاورة.

ويقول الكاتب في صحيفة "الاهرام" فهمي هويدي انه لا يعتقد ان "فوز الشيعة سيحدث انقلابا في الخريطة السياسية في المنطقة خصوصا ان هناك علامات استفهام كبيرة تحيط بهذه العملية وهي برمتها ناقصة الشرعية وليست نهاية المطاف في العراق".

ويضيف هويدي ان "نسبة الشيعة في البحرين لا تقل عن 45% او خمسين بالمئة من عدد السكان وفي الكويت ثلاثين في المئة وهم يقطنون المنطقة الشرقية الغنية بالنفط في السعودية ومن هنا قلق هذه الدول من ان يصبح الشيعة قوة مشاكسة ومعارضة للانظمة القائمة".

ويشير هويدي، الذي اضاف الى المكتبة العربية اكثر من كتاب عن ايران منذ قيام الثورة الاسلامية فيها في 1979، ان الرابح الاكبر في المقابل من فوز شيعي في العراق هو ايران.

وقال ان طهران "سيكون لها نفوذ كبير في العراق من خلال الرجال الموالين لها ومن خلال عواطف الشيعة تجاهها خصوصا ان كثيرين من رجال الشيعة وقياداتهم في العراق من اصول فارسية".

ويعتقد ان هذا النفوذ سيقود الى "شل العصابة الإرهابية الموجودة في العراق والمتمثلة في عملاْء إسرائيل و أمريكا "مجاهدي خلق"، كما ان القرار السياسي العراقي سيكون متعاطفا معها في ظرف هي احوج ما تكون فيه الى ذلك خصوصا انها محاطة بالاميركيين من الشمال (افغانستان) ومن الجنوب (العراق)".

ويتابع ان "طهران سيكون موقفها اقوى بكثير اذا فكر الاميركيون في توجيه ضربة عسكرية اليها اذ سيتحول ال150 الف عسكري اميركي الموجودين في العراق الى رهائن وسيكون بالتالي الخيار العسكري ضد ايران مغامرة غير محسوبة خصوصا في ظل معطيات دولية غير مؤاتية".

ويؤيد الخبير في الشؤون الخليجية في مركز الاهرام للدراسات السياسية محمد السعيد ادريس هذا التحليل ويعتقد ان هناك "طوائف شيعية مضطهدة في عدد من دول الخليج كالسعودية والبحرين وقد يكون الفوز الشيعي  في العراق حافزا لتعزيز مطالبها ولحصولها على مزيد من الحقوق".

ويقول الباحث في الشؤون الاسلامية في المركز نفسه ضياء رشوان ان "نجاح القائمة الشيعية التي تحظى بدعم (المرجع الشيعى الاعلى في العراق آية الله علي السيستاني سينعكس على اي قرار اميركي في ما يتعلق بايران اما بتسريع العمل العسكري ضد هذا البلد او تاجيله الى الابد خشية تدهور الاوضاع في ايران والعراق معا".

ويؤكد رشوان ان فوز الشيعة سيؤثر على الاوضاع الداخلية في دول الخليج ولكنه يستبعد ان يصل الامر الى حد "وقوع قلاقل".

ويعتقد الاستاذ الجامعي فالي نصر ان هيمنة الشيعة على الدولة العراقية والتقارب بينهم وبين ايران سيؤدي على المدى الطويل الى تحول هذه الطائفة الى قوة اقليمية.

وتوقع نصر في مقال نشره في عدد اخير من دورية "واشنطن كوارترلي" ان توازن القوى المستقبلي بين الشيعة والسنة لن يؤثر فقط على العراق ولكن على دول اخرى مثل لبنان افغانستان وباكستان وارذربيجان والسعودية.

 


في كتاب "أولويات الحركة الإسلامية" يذكر الشيخ يوسف القرضاوي أن "أزمتنا الأولى فكرية"، هناك خلل واضح في فهم كثيرين للإسلام، وقصور واضح في الوعي بتعاليمه ومراتبها، وأيهما الأهم وأيهما المهم، وأيهما غير المهم، هناك عجز في المعرفة بالحاضر المعيشي والواقع المعاصر، لذلك دعا الشيخ القرضاوي إلى "فقه جديد" نستحق به أن نكون ممن وصفهم الله، بأنهم "قوم لا يفقهون" والفقه مشار إليه في القرآن ليس بالمعنى الإصلاحي الشائع، وإنما بمعنى "المعرفة البصيرة بسنن الله في الأنفس والآفاق، وسننه في خلقه في الكون والحياة والمجتمع"



التقريب بين المذاهب
أو الانشغال بالتفريق

من الأسفأن نفراً غير قليل من المسلمين مشغولون بالتفريق وليس بالتقريب، وليس ذلك مقصوراً على عوام المسلمين وحدهم، ولكنه ينطبق أيضاً على النخبة، من المثقفين وأهل العلم، ولعل الجدل الذي ثار على صفحات المجلة حول تحول أحد رموز حركة الجهاد الإسلامي من المذهب السني إلى المذهب الشيعي يعد نموذجاً لتجليات التفريق التي مازالت مترسبة بين أصحاب المذاهب الإسلامية.

ومما يلاحظه المرء فيما يخص أهل العلم أنهم في السابق، الأربعينيات مثلاً، كانوا أكثر حماساً للتقريب بين المذاهب، من أقرانهم في التسعينيات، الأمر الذي يدعونا إلى التفكير في الأسباب التي أدت إلى ذلك.

حين تراجع استقلال العلماء

لن أعمم، لكني سأضرب مثلاً بعلماء الأزهر الشريف، الذي هو أقدم وأعرق جامعة إسلامية، حيث أزعم أنني قريب من أجوائه في مصر، بحكم الاعتبار الجغرافي على الأقل، وإذا ألقينا السؤال، لماذا كان حماس أهله في الأربعينيات للتقريب أكبر وأوضح منه في التسعينيات، فإن الإجابة الحاضرة في ذهني الآن هي: أن الفرق بين المرحلتين يكمن في اختلاف طبيعة العلاقة بين العلماء والسلطة في كل منهما. ففي ذلك الوقت المبكر كان الأزهر وعلماؤه يتمتعون بقدر من الاستقلال سمح لهم بأن يتخذوا مواقف ويعبروا عن آراء حرة يبتغون بها وجه الله، دون أن يكون للسلطة شأن بها، وكان ذلك بعضاً من تجليات المرحلة الليبرالية النسبية التي عاشتها مصر آنذاك.

في التسعينيات، في ظل استمرار تراجع الهامش الديمقراطي وتعاظم دور الدولة، لم يكن بمقدور العلماء أو الأزهر أن يتحركوا بعيداً عن سلطات الدولة ولا سياساتها، ولذلك فإن الخلاف السياسي مع إيران أدى تلقائياً إلى تراجع عملية التقريب، بل وفتح الباب في أقطار عربية عدة، وليس في مصر وحدها، لتعميق التفريق، وتقديم التخاصم والتقاطع على التلاقي والتفاهم، وكانت النتيجة أن تراجعت علائق السنة والشيعة عما كانت عليه قبل نصف قرن مضى.

بكل المقاييس فأوضاع التسعينيات أفضل بكثير من أوضاع الأربعينيات، فهذه الأخيرة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، كانت مسكونة بأجواء الإحباط واليأس، كانت الخلافة الإسلامية قد ألغيت في تركيا، وكان العالم العربي كله تقريباً يرزح تحت الاحتلال، وبدأ الغرب في أوج قوته، منتصراً في الحرب ومستعلياً كنموذج حضاري، ومع ذلك فقد انتعشت حركة التقريب على نحو مدهش كما سنرى بعد قليل.

في الثمانينيات والتسعينيات كانت المشاعر الدينية قد تعالت مؤشراتها، وسرى الانتعاش بدرجة أكبر في المجتمعات الشيعية، التي استقبلت بحفاوة حدث الثورة الإسلامية في إيران، ورغم أنه من المفترض في هذه الأجواء أن تكون الظروف مواتية للتقريب بدرجة أكبر، إلا أن ذلك لم يحدث للأسف الشديد، لأن رياح السياسة وضغوطها أصبحت أقوى، الأمر الذي لم يوفر لجهود التقريب الدفعة القوية المرجوة.


القدس العربي  23/03/2005


الشيخ مهدي الخالصي والمفكر الاسلامي
 فهمي هويدي يخرقان جدار الصمت الوعظوي


وجه الامام الشيخ محمد مهدي الخالصي والذي يعد احد رموز مناهضة الاحتلال الامريكي في العراق رسالة الي (السادة العلماء الاعلام والزعماء الكرام من قادة الشعب الاردني المؤمن الصابر المجاهد) تطرق فيها الي ما تناقلته وكالات الانباء من ان اهالي مدينة السلط الاردنية اقاموا مجلسا تأبينياً وتكريميا لشخص يدعي رائد منصور البنا قيل انه هو الذي قام بالتفجير الاجرامي في مدينة الحلة فجرح واودي بحياة العشرات من العراقيين الابرياء. وفي رسالته يضع الشيخ الخالصي جريمة التفجير في الحلة وتلك التي تلتها في الموصل ضمن سياق اثارة الفتنة الطائفية والتمهيد للحرب الاهلية ثم التقسيم.
وباسي ولوعة يكتب الشيخ الخالصي ان (الشعب العراقي لا يصدق ان مسلماً يمكن ان يقدم علي مثل هذه الجرائم المروعة، التي لا تصب الا مباشرة في مصلحة المحتل ولتبرير اهدافه، فهو لهذا يحمل الاحتلال وحلفاءه جريرة هذه المآسي. مقابل هذا تقوم الدوائر المرتبطة بالاحتلال ووسائل اعلامه بمساع تضليلية بغية ترسيخ الفتنة، ولتأكيد المزاعم بان وراء هذه الجرائم جهات عربية او اسلامية) ثم يعرج فضيلته علي ما تناقلته (اخيراً احدي الفضائيات التابعة، تزعم فيه ان مرتكب جريمة الحلة شخص اردني من مدينة السلط، وان مجلساً تابينياً سيقام له هناك لتكريمه باعتباره شهيداً) ثم وبحسم ومبدئية يطالب الشيخ الخالصي مخاطبيه الاردنيين بالتصدي قائلا: (ان كان هذا النبأ ملفقاً، وهو المرجح، فالمطلوب من العلماء الاعلام والقادة المجاهدين الكرام في الاردن الشقيق، لافساد هذا المكر المعادي، والتصدي لهذه الكذبة بالنفي وللجريمة بالاستنكار، اما اذا كان النبأ صادقاً والعياذ بالله، فان مسؤولية اكبر تواجهنا بوجوب شرح الامور للامة لتجنيبها موارد الخطأ والخطر، بترشيدها من ان تسفك دماؤها وتبذر جهودها فيما يضرها وينفع عدوها..).
ولم يصدر حتي الآن رد فعل علي هذه الرسالة من العلماء والزعماء الاردنيين، غير ان وزير الخارجية الاردنية هاني الملقي ندد بما اسماه الاعتداء الذي وقع في مدينة الحلة قبل اسبوعين واسفر عن مقتل 118 شخصا وقال الوزير الاردني. (ان الاردن يدين ايضا ما فعلته عائلة الانتحاري رائد البنا حيث اقامت له جنازة في الاردن الاسبوع الماضي تم تكريمه خلالها علي اساس انه شهيد) ولكنه شدد علي ان ما قامت به عائلة الارهابي البنا لا يشكل انتهاكا للقانون الاردني..
لقد جاءت رسالة الشيخ الخالصي في وقتها تماما مع ان البعض قد يعتبرها متأخرة قليلا او كثيرا، وحسنا فعل الشيخ حين وضع النقاط علي الحروف وسمي الاشياء باسمائها فما حدث في الحلة والموصل واماكن اخري استهدفت فيه عامة العراقيين المدنيين العزل هو جريمة. كما انها جريمة تأتي في سياق سياسي وامني يرعاه الاحتلال الامريكي ويريد من خلاله زج البلد في حرب اهليه تؤدي الي التقسيم.
انني افهم واتفهم حرص الشيخ الخالصي علي عدم اعطاء اية مصداقية لما تطنطن به اجهزة اعلام الاحتلال والمطبلين معها محاولة نفض ايديها الملطخة من دماء العراقيين واقتصار توجيه الاتهام الي الشبكات المسلحة للانتحاريين. غير ان اكتفاء الوطنيين العراقيين المناهضين للاحتلال بتوجيه اللوم وإلقاء المسؤولية المباشرة وغير المباشرة وبشكل عام وعائم وضبابي علي الاحتلال وحده والاحتلال فقط لم يعد كافيا او مقنعا.إن رسالة الشيخ الخالصي تأتي اليوم لتطرح تساؤلات خطيرة ومهمة لم يعد تأجيلها ممكنا خصوصا وان البعض ممن يزعمون العداء للاحتلال والهيمنة الغربية وقع لشديد الاسف في حبائل المخطط الامريكي الاحتلالي وراح يخوض في دماء العراقيين واحذية طائفية تكفيرية لا علاقة لها بجوهر الاسلام الحنيف.
انفجار واحد يؤدي الي مقتل وجرح المئات من الابرياء هو جريمة شنيعة بل وجريمة بشعة ترقي الي مستوي جرائم الابادة الجماعية التي ارتكبها النازيون والصهاينة والفاشيون هناك نوعان من المسؤولية في كل ما يحدث من تدمير ممنهج ومجازر مروعة:
ـ مسؤولية مباشرة يرتكبها الطرف المنفذ المباشر للجريمة.
ـ مسؤولية غير مباشرة وعامة وهي اثقل واكبر يتحملها الاحتلال الامريكي فهو المسؤول بموجب القانون الدولي وبحكم الامر الواقع عن كل ما حدث ويحدث في العراق وللعراقيين.
الطرف المنفذ المباشر قد يكون عميلا مباشرا للاستخبارات الامريكية او العراقية فيفخخ سيارة او عبوة ناسفة ويزرعها هناك او هناك ثم يفجرها عن بُعد وهذا النوع من الجرائم هو الشائع..
او قد يكون ـ المنفذ ـ من الانتحاريين الطائفيين، تم اختراقه من قبل اجهزة الاحتلال مباشرة او غير مباشرة وتوظيف تعصبه الديني وحقده علي الغرب والديانات الاخري ودُفِع بعد ان سُهلت له الظروف للقيام بعملية تفجير انتحارية بين المدنيين العزل. وحتي في هذه الحال فهذا المجرم يتحمل مسؤولية مباشرة عما قام به دون ان يعني ذلك رفع المسؤولية الاكبر والاثقل عن المحتل الامريكي ولا حتي عن المخابرات السعودية التي من مصلحتها هجرة الانتحاريين من السعودية الي العراق وهناك احصائيات مخيفة عن نسبة السعوديين بين صفوف الانتحاريين وكان الدولة السعودية تنفذ مخططا معدا سلفا لتدمير العراق بواسطة شبكات الانتحاريين، ونوضح هنا درئا لسوء الفهم باننا لا نعتبر جميع العرب والمسلمين المساهمين في مقاومة الاحتلال في العراق من هذا النوع الانتحاري الارهابي بل هناك منهم مَن قاتل المحتل قتالا شجاعا وباسلا واستشهد في المعركة ويستاهل التكريم والتمجيد.
اما عن تصريح وزير الخارجية الاردني فما الذي يمكن ان يقوله المرء والسيد الوزير يعتبر جريمة بحجم مجزرة الحلة مجرد اعتداء..
اما انتهاك كرامة وحرمة مسلمين قتلوا ظلما وعدوانا من خلال تكريم المجرم الذي قتلهم في مدينة السلط فلا يشكل انتهاكا للقانون الاردني..
ورغم هذا وذاك يتقاطر المسؤولون العراقيون في الحكومة التي شكلها الاحتلال علي عمان وتوقع العقود بمليارات الدولارات..
بالعودة الي رسالة الشيخ الخالصي، نختم بالقول: ان الخالصي ومعه الملايين من العراقيين المناهضين للاحتلال الاجنبي ينتظرون جوابا قاطعا وواضحا علي التساؤلات التي اثيرت في هذه الرسالة حول تكريم المجرمين الملطخين بدماء العراقيين الابرياء اما اذا لم يكلف احد من المخاطَبين نفسه عناء الرد والاجابة علي هذه التساؤلات فسيكون كل شيء قد اتضح وسيخرج العراقيون والوطنيون منهم خاصة بالدروس والاستنتاجات المناسبة.


وفي السياق ذاته، سياق المقتلة الفظيعة بحق المدنيين العراقيين الابرياء نشرت جريدة الشرق الاوسط ـ عدد 16/3 مقالة للمفكر الاسلامي المصري المعروف بفكره المستنير وعدائه الشديد للهيمنة الغربية فهمي هويدي مقالة بعنوان (مطلوب ادانة اسلامية قوية.. لقتل الشيعة في العراق.. وللسلفية الجاهلة).

في هذه المقالة المهمة نستمع الي اول صرخة حق عربية غير عراقية ـ ومعذرة لمن صرخ قبله فلم ندرك صرخته او تدركنا ـ بوجه المقتلة الفظيعة التي تقوم بها المخابرات الامريكية والاقليمية او بعض التيارات التكفيرية والمخترقة مباشرة من قبل العدو الامريكي او تلك الموظَفة بشكل غير مباشر من قبل العدو ذاته.
مقالة الاستاذ هويدي تأتي لتفضح صمت من اسماهم العلامة العراقي علي الوردي قبل عدة عقود بوعاظ السلاطين خصوصا من العرب غير العراقيين، كما انها تشكل لطمة علي خطوم الذين راحوا يخوضون في دماء الضحايا من المسلمين الشيعة خصوصا وينوحون كذبا ونفاقا خدمة لمشروع ترسيخ الاحتلال والنيل من المقاومة العراقية الباسلة التي تستهدف العدو المحتل ومن يقاتل معه، واخيرا فهذه المقالة تكشف عورة بعض اللازقين بتلك المقاومة لزقة الحق الذي يراد به الباطل حتي بلغ الامر باحد هؤلاء اللازقين انه صار يعطي للشيخ فلان والشيخ فلان فقط الحق بالكلام عن هذه الظاهرة الخطيرة وعلي الآخرين ان يخرسوا والا...!
يمكن ان نعتبر تصريح هذا اللازق منطويا علي تنازل صغير فقد دأب امثال هذا المقاول باسم المقاومة ان هدد كل من يناقش ظاهرة المقاومة او جرائم التفجيرات العشوائية التي تستهدف المدنيين العراقيين بالويل والثبور وعظائم الامور فلنتذكر المقصات التي كانت تقص بها السنة المعارضين في عهد النظام الصدامي!
في مقالته يطلق الاستاذ فهمي هويدي صرخة شريفة طالبا من المراجع الدينية والشخصيات الاسلامية خارج العراق القيام (بحملة تعبئة مضادة قوية وعالية النبرة، تسمع الجميع صوت علماء اهل السنة بل صوت الضمير الاسلامي والوطني الرافض لذلك السلوك، صونا لدماء وكرامة المسلمين الشيعة ودفاعا عن وحدة العراق).
وقد وردت في هذه الصرخة المقالة عدة حقائق خطيرة نلخصها في التالي وسنقتبس عبارات الاستاذ هويدي حرفيا:
ـ (اصبح مقتل العشرات في العراق خبرا عاديا، تراجعت اهميته في بورصة الاخبار، حتي بات يحتل المرتبة الثالثة او الرابعة في النشرات اليومية، اذ تقدمت عليه اخبار سورية ولبنان والكلام عن الانسحاب من غزة واجتماع الفصائل الفلسطينية وتصعيد ملف ايران النووي).
ـ (يوم الاحد الماضي اعلن عن العثور علي جثث 13 شيعيا قطعت رؤوسهم في منطقة اللطيفية جنوب بغداد. ويوم الخميس الذي سبقه قام انتحاري بتفجير نفسه في رواد مسجد تابع للشيعة في الموصل اثناء مجلس للعزاء مما ادي الي قتل 50 شخصا واصابة اكثر من ثمانين جريحا وفي اليوم التالي مباشرة سقطت قذيفة هاون في نفس المكان. وفي الشهر الماضي قتل 82 من الشيعة في تفجير انتحاري اثناء الاحتفال بذكري عاشوراء. وقبله باسابيع قليلة جري تفجير سيارة ملغومة امام احد مساجد الشيعة في بغداد مما ادي الي مصرع 15 شخصا، وقائمة الوقائع طويلة لم تخل من تصفيات جسدية لعناصر من الشيعة، وآخرين من علماء السنة). ماذا يعني ذلك كله؟
ـ (المقطوع به ان ذلك امر لا علاقة له بالمقاومة الوطنية ولكنه نوع من الاجرام الارهابي الذي لا يمكن تبريره من اي باب، ولا يغير من الطبيعة الاجرامية لتلك العمليات صدور بيان باسم ابو مصعب الزرقاوي يندد فيه بالشيعة ويعتبرهم رافضة ، ويهاجم المرجع الديني آية الله علي السيستاني. بل ان ذلك البيان البائس يمكن استخدامه دليلا علي تورط الزرقاوي وجماعته وضلوعهم في ارتكاب تلك الجرائم البشعة).
ـ (ليس سرا ان السلفيين لهم موقف تقليدي من الشيعة، غير ان السلفيين ليسوا شيئا واحدا، ففيهم المعتدلون والمتطرفون والعقلاء والاغبياء والواعون والجهلاء، ولست اشك في انه اذا كان للسلفيين يد في تلك الجرائم فانها لن تكون سوي يد المتطرفين والاغبياء والجهلاء الذين قد لا يتذرعون عن اشعال حريق مصر في العراق كله لتصفية حسابات قديمة مع الشيعة وهم لا يبالون ـ وقد لا يعرفونـ انهم بما يفعلون يقدمون خدمة مجانية للاحتلال، الذين يزعمون انهم يحاربونه ايضا).
ـ (ليس ذلك هو الاحتمال الوحيد، لاننا ينبغي الا نستبعد اختراقا لصفوف السلفيين من جانب الي طرف آخر يهمه تفجير العلاقة بين السنة والشيعة، وهناك اطراف عدة يهمها ذلك، سواء كانت اجهزة استخبارات اجنبية ـ الموساد او المخابرات المركزية الاميركية مثلا ـ او كانت جماعات ذات صلة بدول اجنبية تهمها اشاعة الفوضي في العراق من ذلك الباب. وحدوث مثل ذلك الاختراق امر ميسور للغاية، خصوصا اننا نتحدث عن شريحة من السلفيين عديمة الوعي، وتتسم بالجهل الذي يعميها عن ادراك مآلات ما يقدمون عليه).
ـ الي جانب ذلك، فاننا لا نستبعد ان تقدم تلك الاطراف بنفسها علي ارتكاب تلك الجرائم، مستثمرة اجواء الفوضي الامنية ضاربه الاطناب في البلاد، وهي تستطيع ان تفعل ذلك وتقبع في الظلام، اطمئنانا الي ان اصابع الاتهام ستشير مباشرة الي السلفيين اصحاب الموقف المعادي للشيعة والمحرض عليهم. يعزز هذا الاحتمال ان العمليات تتم باتقان وتستصحب اختفاء سريعا للفاعلين، بدليل انه لم يقبض علي احد حتي الآن من الفاعلين، الذين اصبحت تبتلعهم الارض بعد ارتكاب جرائمهم.
ما يثير الانتباه ـ ويستحق التقدير والاعجاب حقا ـ ان تلك المحاولات فشلت حتي الآن في تحقيق مرادها، اذ عدا بعض التصرفات الصغيرة وغير المسؤولة التي صدرت عن بعض الافراد علي الجانبين. فان مراجع الشيعة والسنة نجحوا في تفويت فرصة التفجير، وما برحوا بعد كل جريمة يشددون علي اهمية تلاحم الطرفين ويدعون الي ضبط النفس وعدم الانسياق وراء الانفعالات، وينبهون الي ان اي استجابة انفعالية لمثل تلك الجرائم تهدد وحدة العراق وتخدم مخططات اعدائه).
ـ (ارجح ان الذين يقومون بتلك الممارسات ايا كانت هوياتهم غرباء عن النسيج العراقي وغير مدركين لثقافته الراسخة منذ عقود، هم لا يعرفون مثلا ان التداخل بين السنة والشيعة بعيد المدي، الامر الذي يتعذر دفعه الي القطيعة).
(حتي الآن ما زال المجتمع العراقي عصيا علي احتمالات الحرب الاهلية، وايا كانت تحفظاتنا علي مواقف بعض الاطراف من الاحتلال، فالقدر الثابت ان تجنب الحرب الاهلية واطفاء شرارتها اولا باول يشكل موضع اجماع بين كل الفئات، وهو ما يعزز ثقتنا في نضج العقل الجمعي في العراق، وقوه نسيجه التاريخي والحضاري.
وان قامت المراجع الدينية والقوي السياسية بما عليها في العراق، الا انني ازعم ان المراجع ذاتها الموجودة خارج العراق لم تضم بما يكفي، سواء في الدعوة الي تجنب الحرب الاهلية، او في الدفاع عن وحدة العراق من هذه الزاوية).
ويختم الاستاذ هويدي مقالته بالقول او النداء المضمر التالي:
(لقد تمنيت ان تكون وقفة المراجع الدينية خارج العراق ضد استهداف الشيعة، وضد السلفية الجاهلة التي عبر عنها بيان الزرقاوي ـ ان صحت نسبته اليه ـ اقوي مما هي عليه الآن. لست اتحدث عن مقالة في صحيفة تستنكر العملية، او حلقة في برنامج الشريعة والحياة يتحدث فيها الشيخ يوسف القرضاوي، وانما اتحدث عن حملة تعبئة مضادة قوية وعالية النبرة، تسمع الجميع صوت علماء اهل السنة بل صوت الضمير الاسلامي والوطني الرافض لذلك السلوك، صونا لدماء وكرامة المسلمين الشيعة ودفاعا عن وحدة العراق).
تعليق اخير: لقد خرقت صرخة الاستاذ هويدي جدار الصمت الوعظوي وكانت صادقة في توجهها واتجاهها اما تحليلها للظاهرة موضوع الحديث فلا يبتعد كثيرا عما كتبناه منذ ايام وكرره اخوة لنا في القلم والهم المشترك مركزين علي الامور التالية:
ـ تبرئة المقاومة الوطنية والاسلامية العراقية من هذه الجرائم مع ان فصائل هذه المقاومة بحاجة الي الافصاح عن موقفها المعادي لقتل المدنيين في كل مناسبة تقع فيها كارثة من هذا النوع فالامر لا يكلف شيئا علي الصعيد العملي اما الصمت فلا يخدم سوي اعلام الاحتلال ومن معه ايما خدمة.
ـ تحميل المسؤولية غير المباشرة لكل ما يحدث في العراق وخصوصا تلك الجرائم البشعة للاحتلال الاجنبي وتحميل المسؤولية المباشرة للمنفذ الفعلي لها واعتبارها جرائم مدانة بغض النظر عمن قام بها سواء كان جاسوسا امريكا او صهيونيا او اقليميا او تكفيريا من السلفية الجاهلة.
واخيرا فان من الضروري والملح شرح سياق الظاهرة السياسي والاجتماعي بجرأة ووضوح دون الوقوع في مطبات ومنزلقات الانحياز الطائفي البغيض فكما ان علي الوطنيين ان يكونوا حازمين ازاء جرائم التيارات السلفية الجاهلة كما سماها الاستاذ هويدي فان عليهم ان يكون حازمين ايضا بوجه الجرائم التي ترتكبها مليشيات بدر وغيرها ضد العراقيين العرب السنة ورجال دينهم وزعمائهم.
تحية وفاء لاستاذنا الشجاع فهمي هويدي الذي اشاع فينا بصيص الامل بعد ان كان قتام القنوط يسدل ستارهُ الثقيل علينا ونأمل ان لا تذهب صرخة الاستاذ هويدي في وادٍ غير ذي زرع فيكون الاستاذ كمن يغرد خارج السرب لا سامح الله..
ان المنتصر الحقيقي في حالِ سَمِعَ علماءُ وزعماءُ المسلمين السنة العرب خارج العراق نداء الاستاذ هويدي هي الوحدة الشريفة والمصيرية بين المسلمين السنة والمسلمين الشيعة، فهاتان الطائفتان الشقيقتان هما الجناحان اللذان يحلق بهما الاسلام الحنيف، المقاوم، المستنير..
ـ وشكرا استاذنا الشجاع فهمي هويدي! بيَّض الله وجهك!
كاتب من العراق يقيم في جنيف


 كارثة أمة تتآكل أمامنا ونحن لاهون او ساكتون
ماَسات الإفتراس االروسي للشيشان
المستهدف هو العالم الإسلامي كله
تغيير الطلاء ليس حلا !
ما العمل؟ مقالات هويدي في مواجهة الكارثة
الاتجاه التهويدي في منع مقالات فهمي هويدي!
هجومات اليهود اليومية على المدن الفلسطينية!
الغضب صار فرض عين
اليهود وإسرائيل في قلب الحرب على العراق
المشروع الصهيوني قابل للهزيمة
فعاليات الشباب الدينية والأمن الداخلي للدولة
إلغاء الجهاد من المناهج لن يحذفه من العقل الاسلامي
الصهاينة يريدون تهويد الإسلام
"سلام" أم بذورإستسلام للإحتلال اليهودي؟
المراهنة على شعوبنا هي الحل
ما هي بذور و منابع الشرو"الإرهاب"؟

حملة يهودية لتفكيك الإسلام
الغزو اليهودي الذي بدأ
حرب إعلامية يهودية شاملة
إعلان المتصهينين لحرب إستئصالية على الإسلام
اليهود لن يرضوا عنا الا إذا صرنا عبيداً
لهم
لن نستطيع كسب أي معركة بجيش من المقهورين

العراق: نموذج لتحرير المواطنين دون الوطن
 حوارمع هويدي حول قضايا الأمة الإسلامية
حروب ثلاث في الجعبة
التقريب بين المذاهب أو الانشغال بالتفريق
العراك في العراق
إيران والعرب في قارب واحد
أكراد العراق يلعبون بالنار
مطلوب إدانة إسلامية لقتل الشيعة في العراق
خطأ الغرب في التشخيص وفي العلاج

إحتفاء حكامنا الخونة المخجل بشارون... وغضب شعبي عاجز
بيانات "التضامن" العاجز و معركة الأمعاء الخاوية
لماذا الهجوم علىعناصر المقاومة في الجسم الإسلامي الجريح ؟
إسرائيل تدفع الولايات المتحدة للسيطرة على العالم لصالح واليهود
Comments about Mr. Howiedi´s book
SILENCE IN THE FACE OF INJUSTICE IS A CRIME
Entretien avec le penseur islamiste Fahmi Howeidi
تعقيبات


HOME