HOME 

Radio Islam - Palestine - Maroc - Morocco - Ahmed Rami - راديو إسلام  - الإذاعة الإسلامية في السويد - أحمد رامي - المفرب - فلسطين

Ahmed Rami

نشرت أسبوعية

 المغربية - بتاريخ  2007/10/18 - المقال التالي:

أحمد رامي ضابط ، سابق شارك في الانقلاب العسكري ضد الحسن الثاني/ مقيم بالسويد:
اسمحوا لي أن أبصق

 على مجتمعنا
جملة وتفصيلا

قبل الحكم على فؤاد عالي الهمة ينبغي أولا معرفة حجمه الحقيقي ومكانته، هل هو فاعل لذاته أو مدفوع لفعل ما أمر به؟

 قبله كان رضا كديرة، زميل الحسن الثاني في الدراسة أيضا، وفؤاد عالي الهمة لم يأت بجديد، وليس سوى "كديرة" جديد أو بصري جديد – قديم، بطبعة منقحة تستجيب لروح العصر، إنه مكلف بمهمة لخدمة نظام أفرزه، كما أفرز العديد من أشباهه في قطاعات ومجالات أخرى.

 

فلا كديرة ولا البصري عقدا صفقة بل قاما بخدمة، لأن النظام لا يسمح ببروز "رجال دولة " بالمفهوم المتعارف عليه في العصر الحديث.

أول أمس جلست مع أصدقاء سويديين لمشاهدة التلفزة المغربية وهي تقدم وزراء حكومة عباس الفاسي الجديدة وهم يستقبلون من طرف الملك، وقد أحرجني الأصدقاء بكثرة الأسئلة بخصوص جملة من الطقوس المخجلة والمذلة - من السجود للملك وتقبيل يده - التي بدت لهم غريبة و مهينة، لاسيما وأن الأمر يتعلق بـ "وزراء" و"حكومة".

 

ومهما يكن من أمر ففؤاد عالي الهمة لم يفرز المخزن بل أفرزه المخزن.

أوفقيراضطلع بنفس المهام التي يتولاها اليوم عالي الهمة، وأتذكر أنه قال يوما خلال اجتماع حضرته في بيته مع ضباط من الجيش: "إن المخزن يرى البلد بقرة حلوبا يراد منا أن نمسكها من قرونها بقوة حتى تتمكن طفيليات الداخل والخارج من حلبها في أمن وأمان".

 

من هنا يأتي مفهوم الأمن عند المخزن وخدامه من كديرة إلى الهمة، وفي جملتين بسيطتين يلخص أوفقير فيهما محنتنا من موقعه وفي زمنه، وهو يماثل في جزء منه موقع عالي الهمة اليوم.

ففي أحد الأيام سنة 1972، عندما كان أوفقير خارجا من بيته الكائن بالسويسي على متن سيارته، تبعته زوجته فاطمة تجري لتقول له إنه نسي أخذ مسدسه معه، فأجابها فورا: "لا تخافي.. لو كان هناك رجال في المغرب لقُتلت منذ مدة طويلة"!

 
ولتفسير مهزلة فوز فؤاد عالي الهمة خلال الانتخابات الأخيرة، أسرد ما سبق وأن قاله أوفقير في غضون فبراير 1972 عندما جلست معه في أحد مقاهي الرباط، وكان كل من يتعرف عليه يهرول نحوه ليسجد له ويقبّل يده، فنظر إليّ وقال: "ما دمت أستطيع أن أمشي في شوارع بلدي بحرية وأمن وأتمتع باحترام الناس كرمز للنظام المخزني، فإن المغاربة لا يستحقون بعد الحرية"!! (وكان الجنرال أوفقير تلك الفترة يحضر لعملية 16 غشت 1972.

إن فؤاد عالي الهمة تعلم بالمعهد الملكي المولوي وفاته أن يتعلم من دروس التاريخ
. فهل مُقدّر على المغاربة أن يدوروا في حلقات مفرغة يعيد فيها التاريخ نفسه عبر تراجيديات مفزعة؟

 

لن يكون فؤاد عالي الهمة، إن حصل ذلك فعلا، أول من يؤسس حزبا أو جبهة تحت الطلب، فكل الأحزاب وقياداتها هي أصلا، مباشرة أو بشكل غير مباشر، صـنـيـعـة للأجهزة الأمنية ولوزارة الداخلية.

أما بخصوص المجال الإعلامي، فقد يخلق عالي الهمة منبرا أو قطبا إعلاميا، لكن ولو كانت الجرائد الحزبية هي الوحيدة الموجودة في المغرب لكان الوضع الإعلامي أكثر مأساوية، والظاهرة الإيجابية في هذا المجال في مغرب اليوم هي الصحافة الحرة المناضلة وثلة من الصحافيين الأحرار الذين تحاول جهات معلومة إسكاتهم.

 

لو كان المخزن وبيادقه أذكياء لاستفادوا من ذكاء وتجربة خوان كارلوس وحكمته، ونحن لا نطلب النجوم وإنما نسعى فقط لنكون مواطنين أحرارا في بلدنا.

نريد فقط أن نختار حكامنا ونحاسبهم، ونختار سياستنا الخارجية والداخلية ونغير القائمين على الأمور إن دعت الضرورة لذلك. لكن هؤلاء مازال يرعبهم الإصلاح والصحافة الحرة وصحوة المجتمع المدني.

 

ولا يسعني إلا أن أذكر ما سبق وأن قاله نزار قباني: "اسمحوا لي أن أبصق على مجتمعنا الحالي جملة وتفصيلا، عصر البغاء الذي يسمي نفسه شرفا، وعصر الانحدار الذي يسمى "استراتيجية"، وعصر الخنوع الذي يسمي نفسه حكمة، وعصر التنازلات والمساومات" حتى على شمس هذا الوطن وفروج نسائه.

أحمد رامي

نشرت المجلة الإلكترونية المغربية "تمازغابريس"- بتاريخ 7 يوليو 2008 - المقابلة التالية مع أحمد رامي. ونشرت أيضا - في نفس التاريخ - في الموقع  المغربي هسبريس:

أحمد رامي :
غادرت المغرب ولم يغادرني المغرب

ولد بتافراوت أواخر الأربعينيات من القرن الماضي، دخل الكلية العسكرية بمكناس سنة 1966 واضعا نصب عينيه  تأسيس خلية للضباط الأحرار داخل الجيش المغربي، شارك في المحاولتين الإنقلابيتين ضد الحسن الثاني سنة  71 و72، كان الوحيد الذي استطاع الفرار، انتهى به الأمر بدولة السويد، أسس بها راديو الإسلام الذي أثار ضجة كبرى، ومنها يتابع أحوال المغرب من بعيد، إنه الضابط الإنقلابي أحمد رامي الذي خص موقع تمازغا بريس بهذا الحوار المثير وفيه قال:

 غادرت المغرب ولم يغادرني المغرب

أنا من كان وراء تغيير أفكار وقناعات الجنرال أوفقير

بعد المحاولتين الانقلابيتين لم يعد القصر يثق في الأمازيغ

أحلم بوحدة عربية إسلامية كما يحلم الأوربي بالوحدة الأوربية
 

* أنت في السويد منذ المحاولة الانقلابية الثانية، ماهو وضعك هناك وماهي انشغالاتك؟

منذ مغادرتي المغرب ووصولي إلى السويد وأنا أعمل في الميدان الإعلامي، حيث أسست إذاعة وأصدرت عدة كتب عن المغرب وعن القضية الفلسطينية وعن السيطرة اليهودية على البلدان الغربية سياسيا وإعلاميا وإقتصاديا. كتبي ترجمت إلى الألمانية وإلى الروسية والفرنسية والسويدية والإنحليزية، وآخر كتاب صدر لي أخيرا كان باللغة السويدية عنوانه "الأفكار الممنوعة". وبسبب انتقادي لإسرائيل رفع علي اليهود هنا دعوى "قضائية" حكم علي إثرها بستة أشهر سجنا نافذة. ويبقى المغرب وهمومه هو شغلي الأساسي الشاغل، فقد غادرت المغرب ولم يغادرني المغرب.

* ما هي مقارنتكم لفترتي حكم الحسن الثاني ومحمد السادس أي ماهو وجه الشبه وما هو التغيير الحاصل؟

في اعتقادي ليس هناك أي جديد جوهري بين العهدين. فالمخزن بنفس العملاء وبنفس العائلات هو الحاكم والمتصرف، ندور في حلقات تاريخية مفرغة غارقين في الفساد والتقهقر المستمر، بينما العالم من حولنا يتغير ويتقدم. حتى شعوب موريتانيا والسنغال والنبال حصلت على حق تقرير مصيرها وعلى حق تقرير شؤونها بنفسها. لكن عندنا في المغرب، جوهر المشكل هو أن رئيس الدولة هو الذي  يستحوذ على جميع السلط ويقرر مصيرنا.  بقانون الغاب- الذي يسمي عندنا دستورا - يستحوذ رئيس الدولة مدى الحياة على سلطة التحكم  في كل الوزارات "السيادية" التي تتكون منها الدولة، ولا يبقى "للحكومة المنتخبة" سوى جزء سخيف لتسيير بقية الإدارة طبقا لتعليمات رئيس الدولة. فما فائدة "الأحزاب" و" الانتخابات" و"البرلمان" و"الحكومة" في المغرب إذا كان رئيس الدولة وسلطاته هو السلطة المطلقة العليا "المقدسة" التي لا يسمح بتغييرها ولا حتى بانتقادها ؟

هل كان يمكن أن تقام هناك ديمقراطية؟ مثلا في فرنسا لو قيل لساركوزي - بعد نجاحه في الانتخابات الرئاسية - أن شيراك وأسرته ومستشاريه هم - وبالوراثة -  من لهم السلطة المطلقة في التعيين في وزارات الدفاع والداخلية ...الخ.

فعوض أن نناقش قشور المشاكل - كما يراد منا الآن- لابد لنا، للخروج من الوضع المتفجر الراهن، من التطرق للأسباب الجوهرية وراء الحالة المخجلة التي نعاني منها الآن. إن التغيير الشكلي الوحيد الذي حصل في فترة محمد السادس، مقارنة بفترة أبيه، هو أنه أصبح للمستشارين وللمنفذين نفوذا أكبر اليوم بحيث أصبحنا لا نعرف بوجه التحديد من الذي يتخذ القرارات فعليا خارجيا وداخليا، ومن الذي يكتب الخطب ويحدد سياسة المخزن، أي أننا لا نعرف بالضبط من الذي يحكم باسم رئيس الدولة.
 

* سبق لك أن كتبت رسالة إلى محمد السادس ما هي مضامينها ولماذا إلى محمد السادس؟

لقد كتبت إليه تلك الرسالة بعد توليه الحكم (وهي منشورة كاملة في موقعي الالكتروني الشخصي) محاولة مني لإسداء النصيحة، وملخص ما قلت فيها هو: إن في مقدمة مفاهيم ومعايير الدول الحية المحترمة، أن يكون نظام الحكم فيها مبنيا على المشروعية لا على القوة، وأن يكون استقرارها راسيا على قـوة القانون لا على قانون الـقـوة والقهر، وأن يكون دستورها مصاغا من القيم الروحية الثابتة للأمة، وأن تكوّن عـزتها مستمدة من عزة مواطنيها، لا مـن مظاهر العبودية البالية  كـتـقـبـيـل الأيدي والركوع لغير الله وممارسة النفاق... إن عـظمة القادة  والزعماء لا تـقـاس ولاسيما  في هذا العصر بعظمة قصورهم ولا بعدد عبيدهم،  ولا حتى بأحجام  دولهم أو ثرواتهم، ولكنها تقاس بعظمة إنجازاتهم في خدمة شعوبهم، وبمدى قدرتهم على صنع التحولات وخلق المبادرات الإيجابية، ترجمة لأشواق شعوبهم، ومواكبة لإيقاع التطور... قانون الله الأزلي، والتزاما بقيم  العصر الذي ينتمون له. أناشدكم عبر هذا الخطاب  بألا  تدعوا هذه المناسبة السانحة تـفـلت كما فـلـت غيرها وضاع هدرا من قبل، وأن تـغـتـنمـوا المناخات المواتية داخليا وخارجيا، للقيام بتغيير جذري يتجاوز الشكليات والمظاهر، وينفذ  إلى صميم الأوضاع والهياكل والمؤسسات والـبـنـيـات الاجتماعية والإدارية  والاقتصادية والسياسية، بما يـحـقـق لشعبنا طموحاته الإنسانية والوطنية المشروعة للارتقاء إلى سدة المجد على أسمى معارجه، معراج الـتغـيـيـرات  والإنجازات والأهداف التاريخية الكبيرة التي ظل معظمها موقوفا ومعطلا منذ  فجر الاستقلال، وظلت طلائع جماهيرنا تضحي من أجل بلوغها بلا يأس. لذلك فلابد من تصويبها وتطويرها وتعميقها. إني أعتقد أنه رغم أنكم غير مسؤولين شخصيا عن تركة الماضي الثـقـيلة، ولا تتحملون مسؤولية الأوضاع المعقدة  الموروثة، فإنكم ستكونون بحكم  طبائع الأمور مسؤولين عن التقصير في التصدي  لها، وستكونون مسؤولين أمام التاريخ والأمة عن أي  تباطؤ أو تقصير في العمل على إنقاذ الوطن. إن مهمات الإصلاح التي ألقـتها الأقـدار على كاهلكم، وينتظرها المغاربة منكم في هذه البرهة التاريخية، يمكن تحديدها بأربع مهام هي:

الأولى: تحديث الشرعية: إن شرعية الحكم في أي بلد ليست مطلقة ولا أبدية ولا وراثية، ولكنها بحاجة لتجديد مستمر في ضوء التطور والحاجة. وبالنسبة للمغرب، وإن هي اليوم تسـتـنـد إلى مرجـعـيات أجنبية ويهودية ومعطيات الأمر الواقع وقانون الغاب لكنها من المنظور الإسلامي مشروطة بالوفاء بالالتزام بثوابت الأمة الدينية ووظائفها الاجتماعية بما في ذلك توفر عنصر تمثيلية إرادة الأمة والشورة والرضائية بين الحاكم والشعب ومرتبطة بمبدأ التأييد الشعبي الذي يعتبر ترجمة معاصرة للرضائية من خلال الانتخابات الحرة المباشرة. وفي إطار القواعد التي تحدد شرعية الحكومات في هذا العصر فليس بإمكاننا تجاهل التمثيلية والرضائية إتكاءًا على مبدأ أصبح الغموض يكتنف مبناه ومعناه على حد سواء.  إن نظام الحكم في بلادنا مدعو لتحديث ذاته وتجديد عقود شراكته الشعبية، اتساقا مع روح العصر وروح الإسلام  في آن واحد.

الثانية: إن الوضع الاجتماعي في المغرب كما لا يخفى عليكم،  يعد الأسوأ على مستوى المنطقة والعالم العربي وربما أوسع من ذلك، وهو الأزمة الأخطر في  بلادنا نظرا لارتفاع معدلات البطالة، وتـفـشـي الأمية واتساع الفجوة بين الـقـلـة  الـغـنـيـة والأغلبية الـفـقـيـرة. وكأنه لا يـكـفـي ما يولده الفقر من رزايا وبلايا، حتى جاءنا الفساد الإداري والسياسي بالكثير من أشكال الفساد وألوانه، إلى درجة  أنه أضحى سرطانا خبيثا يـفـتـك بـمجـتـمعـنا، ويهدد أركانه وأركان الدولة ما لم  تـتـدخـل إرادة الإصلاح بـسـرعـة وحـزم وحسـم لمعالجة الوضع. والواقع أن الأزمات الاجتماعية باتت أولوية الأولويات، لأنه في كـنـفها لم يـعـد ثمة فـائـدة  تـرتجى من أي إجراءات ديمقراطية، أو محاولات لتوسيع المشاركة الشعبية وتـفـعـيل المجتمع المدني. ولذلك فلا بد من البدء بإصلاح هذه الأوضاع، إصلاحا  جذريا ينحو منحى الـثـورة لتغيير الخريطة الاجتماعية وتعديل تضاريسها وتشكيلاتها، وتقليص الفجوة الطبقية، ومكافحة الفساد، وإعادة بناء الأواصر التي  تربط بين المواطن وبلده وبين الحاكم والمحكوم، وبين الإدارة والمجتمع، وبين الفئات الاجتماعية بعضها بعضا... كل ذلك قبل إجراء أي انـتخابات، أو إصدار تشريعات جديدة لتنظيم الممارسات والأنشطة النقابية والبلدية والمحلية والحزبية والديمقراطية... الخ. لقد أدت الرزايا السابقة لتحويل الشعب المغربي إلى أسراب من المهاجرين، وأمواج من اللاجئين الباحثين عن أي بلد آخر ليعيشوا فيه مـتخـــليـن عن جـذورهم وانتمائهم في وطنهم الأصلي. ولا يعقل أن تصبح صورة الشباب المغربي الذي يشكل ثلاثة أرباع إجمالي سكانه على ذلـك الـنحو.

الثالثة: الإصلاح السياسي. إن النظام السياسي المغربي بحاجة ماسة، لإعادة هيكلة  وبناء على أسس ثوابتنا الدينية الراسخة تأهيلا له لمواكبة التطورات العالمية العصرية في هذا المضمار بالتحديد. والتحدي الذي يواجهكم يتمـثـل في الـقـدرة على إبداء المرونة والانفتاح واكتساب الـقـيـم العـصرية الخيرة من الديمقراطية  وحقوق الإنسان إلى الشفافية وترسيخ منهج التعددية السياسية وتداول السلطة وتفعيل المشاركة وتوطيد مقومات ومكونات المجتمع المدني. وإنني لواثـق تمام الـثقـة بأهـلـيـة شـعـبـنا المغربي ليس لاستقبال هذه الإصلاحات وحسب، ولكن بجدارته بها وحقه الطبيعي فيها، وبمقدرته على التفاعل الخلاق معها ومع مسـتـتـبعاتها.

الرابعة: إني أؤمن أن لبلدنا العزيز دورا إسلاميا وعربيا وإفريقيا وعالميا رائدا وعليه مسؤوليات جسام تـنـبع من أهـلـيـتـه وجدارته وإمكانياته وتاريخه الناصع  في تلك الدوائر. ولكن هذا الدور يظل قاصرا بسبب تلك الأزمات وعوامل الانحطاط والضعف التي تعتري المغرب دولة ونظاما ومجتمعا. بيد أن معالجتها  وإصلاحها وتوفير شروط التحديث بمقدورها أن تمنح المغرب منزلة عالية على المصاف الدولي وتؤهله لدور أكبر وأعظم مما عليه الآن، يليق به. إذ لا يمكن لنا جميعا أن نقف مـتـفـرجـيـن أو حتى أن نكون لاعـبـيـن ثانويين إزاء التحديات والاستحقاقات التاريخية الحاسمة التي تمر بها أمتنا الإسلامية والعربية حاليا، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. بل لا بد من دور فاعل ومباشر في الدفاع عن الحقوق المقدسة لأمتنا، انتصارا لمبادئ الحق، وانحيازا واعيا لجانب الأشقاء، وتحقيقا لوحدة أمتنا وكرامتها ونهضتها الشاملة.

أتضرع إلى الله أن يمن عليكم  بالهداية لتحمل المسؤوليات التي ألقتها الأقدار على كاهلكم، لأن عدم النهوض بها على الوجه المرجو ينطوي على مخاطر لا حدود  لها، لأن الخيـبـات والإحباطات التي لابد أن تنجم عن فقدان الجماهير الأمل بالتغيير والإصلاح الجذري المنشود من أجل حياة أكرم ومستقبل أفضل قد تـفجر مكامن الغضب وتدفع البلاد إلى دوامة العنف التي رأينا نماذج لها في الكثير من البلدان القريبة والبعيدة. واشهد الله على أنني لا أرجو، من توجيه هذا الخطاب إليكم، جاها ولا أتوسل مغنما، ولا أبتغي مما جاء فيه غير مرضاة الله ثم مصلحة الوطن الحبيب ومصلحة شعبنا الذي عانى الكثير من عسف الإدارة الحكومية الفاسدة.
 

 * البعض يرى أنكم أفقير جديد، وتختلفون معه في وسائل الانقلاب، فهو اختار الآلة العسكرية وأنتم اخترتم القلم؟

أنا أفضل أن أسمي حدثي الصخيرات 1971 و 16 غشت 1972  بـ"انتفاضة" أبناء شعبنا في قواته المسلحة. عندما يعاد كتابة تاريخ المغرب بصورة موضوعية وغير مخزنية أو إستعمارية، سيعاد الإعتبار إلى شهدائنا العظام: أعبابو، أمقران، كويرة، وأفقير، وغيرهم من الجنود المجهولين في كفاح شعبنا الطويل من أجل الحرية والكرامة. ما يسمى اليوم بعهد الرصاص لم يكن لا عهد أفقير ولا عهد كديرة ولا عهد البصري بل كان بكل بساطة عهد" الحسن الثاني" الذي لا يزال قائما بأشكال أخرى. وعهدنا الحاضر ليس عهد عالي الهمة بل هو أيضا عهد الحسن الثاني تحت وصاية أزولاي إلى أن يبلغ الوضع التحكم المطلق بلا قناع. أما عن الفرق بين الآلة العسكرية والقلم، فهو الفرق بين الفكر والعمل، بين الفكر والأداة، وكما يقول الشاعر " الرأي قبل شجاعة الشجعان". فما قيمة الفكر بدون عمل، وما قيمة عمل بدون فكر؟ إنهما عاملان متكاملان. أنا من أقنع أوفقير، بعد تعارفنا، بالانقلاب على الحسن الثاني. زوجة أفقير نفسها إعترفت في كتابها بأن أحمد رامي كان وراء تغيير أفكار وقناعات زوجها. الأمازيغي البطل الشهيد أفقير أعتبره في نفس مرتبة الشهيد الأمازيغي شيخ العرب. وهما ضحيتا نفس النظام الذي يخلق الصراعات الزائفة بين أبطال القضية الواحدة، وسيصنفهما التاريخ مستقبلا. كما أن أغلب "أبطال" النظام المغربي الحالي سيرمون في مزبلة التاريخ عندما تتاح للمغاربة أن يكتبوا تاريخ بلدهم وشعبهم ومقاومتهم وكفاحهم بأنفسهم.
 

* هناك من يقول أن انقلاب أوفقير كان انقلاب الأمازيغ على العرش؟

إن الشعب المغربي يتكون، في أغلبيته الساحقة، من الأمازيغ. والجيش المغربي صورة مصغرة من المجتمع المغربي ومن الشعب المغربي. فأكثر من 90 بالمائة من جنوده وضباطه وضباط صفه من الأمازيغ. وهذا ما ينعكس تماما على العناصر التي صنعت إنقلابي الصخيرات و16 غشت. لكن الوثائق الفكرية التي كانت الأرضية الإيديولوجية للضباط الأحرار في ذلك الوقت كانت أساسا فلسفة "الثورة" لجمال عبد الناصر و"الميثاق" لعبد الناصر و"معالم في الطريق" لسيد قطب. أي أن ثورة عبد الناصر كانت هي القدوة والنموذج لمشروع الإطاحة بالحكم في المغرب. وكانت كتابات سيد قطب أداة لمقاومة الغزو الفكري الماركسي اليهودي لمجتمعنا. عندما سيكشف في المستقبل عن الوثائق التي إستولى عليها النظام في بيت أفقير وفي بيتي، سيكشف على أن كل الوثائق الفكرية والبيانات التي كانت ستذاع بعد نجاح الإنقلاب كانت كلها ناصرية وإسلامية. أمي وأبي -وأنا كطفل في الخمسينيات من القرن الماضي- لم نكن نتكلم أو نقرأ العربية، ولكن صورة عبد الناصر هي التي كانت تزين بيتنا في تافروات بسوس. ثورة عبد الناصر، التي أطاحت بالملكية في مصر، هي التي أعطتنا الأمل في إمكانيات التغيير وهزيمة الاستعمار وعملائه في الداخل وحركت عندنا حافز الثورة.
 

* إذن أنت أمازيغي؟

نعم أنا أمازيغي من قبيلة تاهالا، دوار "أيتمار"، بتافراوت، بسوس، بجبال الأطلس الصغير. لكن – بعد الاحتلال الاستعماري لمناطقنا-  أغلبية سكان سوس هاجروا خصوصا إلى الدار البيضاء وكذلك إلى مراكش، إلى طنجة أو إلى فاس وتازة  إلخ...  عندما ألتقي بأمازيغي آخر من الريف أو الأطلس المتوسط أو من الأطلس الكبير لا أفهم لهجاتهم المحلية وتصبح العربية لغتنا المشتركة لغة القران ولغة حضارتنا ولغتنا المغربية المشتركة. وأنا لا أريد أن أتقوقع في إطار العائلة أو الدوار أو القبيلة أو العنصرية والعرقية الضيقة، وأحلم بوحدة عربية أو إسلامية كما يحلم الأوربي بالوحدة الأوربية. ولكن لابد أولا من بناء مغرب موحد قوي ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا حيث الهوية مبنية على المواطنة لا على العرق.
 

* هل مازال الأمازيغ يمثلون العمود الفقري للجيش المغربي؟

نعم لا يزال الأمازيغ يمثلون العمود الفقري في الجيش المغربي، لكن بعد المحاولات الانقلابية - في الصخيرات و16 غشت - لم يعد القصر يثق في الأمازيغ. وبعد محاولة الدليمي لم يعد يثـق أيضا في العرب. فلم يبقى له سوى العناصر ذات الأصل اليهودي من الأقلية الفاسية لكن هذه العناصر في أغلبها فاسدة ويغلب عليها الجشع التجاري، وتكديس الأموال وتهريبها لحسابات سرية في الخارج تحسبا للمستقبل. عندما كنت أنا في الجيش كانت هذه العناصر موجودة أيضا هناك كأقلية صغيرة جدا لكن خصوصا في المناصب المالية. فكان المسؤول مثلا عن التموين والحسابات في سلاح المذرعات هو الكمندان بن شقرون وكان المسؤول الحقيقي في إنفاق ميزانية وزارة الدفاع هو اليهودي الكمندان بنهروش. ولكن بعد محاولة الصخيرات و16غشت ترقت هذه العناصر إلى مناصب قيادية عليا وأصبح الجنرال بناني مثلا في موقعه القيادي الحالي. عندما كان أفقير يسمع كل هذه الأسماء، كان يسألني "واش حنا في الجيش ولا في القيسارية؟"! في الجيش أيضا -كما هو الحال في عامة المغرب- أصبح هناك الآن أغلبية فقيرة من المغاربة وأقلية من اللصوص يلتفون حول الحكم الفردي الذي لم يعد له للإعتماد عليه في سبيل البقاء سوى أقلية من الأقلية الفاسية واليهودية ومن كبار اللصوص. والحكومة الحالية مكونة من عناصر أغلبها قادمة من هذه الشبكات العائلية الفاسية الطفيلية التي احتكرت وتوارثت الحكم والسلطة والثروة في بلادنا.
 

* كيف تنظرون إلى القضية الأمازيغية؟

الأمازيغ في المغرب ليسوا أقلية. إذا كان الأمازيغ في ليبيا وتونس والجزائر أقليات فإن الشعب المغربي كله أمازيغي. وبالتالي فقضيتنا هي في جوهرها قضية تطبيق الديمقراطية السليمة وبانتخابات حرة وغير مزورة كما يجري الآن. والديمقراطية هي حكم الأغلبية مع احترام حقوق الأقليات. وهذا ينطبق على باقي بلدان المغرب العربي الإسلامي. ومن الذكاء والكياسة والمنطق أن نطرح القضية بهذا الشكل الصحيح. ولا يصح إلا الصحيح. ينبغي أن نبني مغرب المستقبل على أساس المواطنة المبنية على هوية ثقافية مشتركة تتكون من عناصر مشتركة وموحدة يمكن أن يجتمع حولها كل المواطنين المغاربة: وهي الدين الإسلامي كهوية واللغة العربية كلغة رسمية، لغة القران التي ستكون أيضا أداة للتواصل والوحدة مع باقي العالم الإسلامي والعربي الذي نحن جزء لا يتجزأ منه.
 

ما تقترحون حتى يحقق الأمازيغ مطالبهم المشروعة؟

لنتفق أولا على أن مشكلتنا الأساسية والجوهرية هي غياب الحريات العامة من حرية التعبير والتنظيم الحر، وحرية تقرير المصير وحرية اختيار نظام الحكم الذي نريده وغياب سلطة الشعب في محاسبة الحكام ومراقبتهم وتغييرهم عند الحاجة. لأنه قبل كل معالجة، لابد من تشخيص سليم لما يعاني منه المغرب، تم البحث عن العلاج المناسب بعد ذلك، في رأيي العلاج الوحيد والممكن والضروري هو إقامة ديمقراطية حقيقية و سليمة. حول هذا الهدف سيمكن من جمع أكبر عدد ممكن من المغاربة. والديمقراطية ليست محتوى إيديولوجي بل هي منهج أو قوانين لعبة يحددها دستور يضعه مجلس تأسيسي منتخب إنتخابا حرا. أما محتوى ومضمون النظام السياسي والحكومي، والسياسات المستقبلية، فسيبقى اختصاصات صياغتها واقتراحها على الشعب والبرلمان للتصويت عليه بعد مناقشتها والحكومات المنتخبة. إن غياب الديمقراطية حاليا في بلدنا يخلق فراغا يسمح لكل من هب ودب أن يتكلم زورا باسم الأمازيغ.
 

ما هي وجهة نظركم بخصوص مشكل الصحراء؟

مشكلة الجزائر بدورها هي أنها تحكم من طرف عصابة من المخابرات واللصوص المتاجرين بمصائر ومقادير وثروات الشعب الجزائري. مخابرات الجزائر هي التي جندت وسلحت عصابات المرتزقة التي تسمى بالبوليساريو للتآمر على وحدتنا الترابية. ومصيرالبوليزاريو مرتبط أساسا بمصير النظام الجزائري الحالي. وأعتقد أن "مشكل الصحراء" لن ينتهي مادام النظام الغبي الحالي قائما في الجزائر.

ومن جانب المغرب فالمخزن والمخابرات المغربية هم من يستفيد أيضا من المشكل بإشغال واستنزاف وإلهاء جيش وثروات المغرب في إستراتيجية أكثر غباء. ومفاوضات نيويورك الأخيرة ليست سواء لقاءات بين المخابرات الجزائرية والمخابرات المغربية لتضييع المزيد من الوقت والأموال لفائدة لصوص هاذين الجهازين وللمشاركة في مخططات يهودية تهدف إلى إقامة قواعد أمريكية في المغرب.
 

* هل تفكر في العودة إلى المغرب؟ إذا كان الأمر كذلك هل هناك من شروط مسبقة لهذه العودة؟

بصفتي "عسكري" بالإضافة إلى مشاركتي في محاولتي الصخيرات و16 غشت واستمراري في المقاومة الإعلامية، لي وضعية "خاصة" جدا. فأنا الضابط الوحيد الذي شارك في تحضير وتنفيذ المحاولتين العسكريتين، الذي لايزال على قيد الحياة، ولايزال صامدا على المقاومة. إن مجرد وجودي على قيد الحياة يعتبر "استفزازا" للحكم في المغرب وإحراجا كبير لمن يسيطرون ويخنقون حرية الشعب المغربي.

السؤال هو متى ستعود الحرية والكرامة إلى المغرب؟ كم من المغاربة اليوم يتمنون الهروب من المغرب حتى "بالحريك"؟ ولماذا؟ متى سيعود المغرب للمغاربة؟ إن محنتي في المنفى هي محنة المغرب كله. هي محنة الحرية والكرامة والعدالة المنفية. ويوم تعود العدالة والحرية لبلدي سأعود معها!

وإني أنتهز هذه الفرصة لأعبر عن إستنكاري الشديد وتنديدي بالاتصالات وعلاقات الخيانة التي يقوم بها بعض من يدعون بالأمازيغية مع العدو الصهيوني الإسرائيلي الذي إحتل فلسطين منذ 60 سنة ويقوم بقمع وإبادة الشعب الفلسطيني. وأنا أعتقد أني أعبر بهذا الموقف عن إجماع الشعب المغربي كله الذي يقف مع الشعب الفلسطيني الشقيق في قضيته العادلة، ومع كل القضايا العادلة في العالم.

وأتساءل كيف يدعي البعض المطالبة بالديمقراطية والعدالة والحرية في المغرب ويربط في نفس الوقت علاقة صداقة مع المحتلين والطغاة الذين يبيدون الشعب الفلسطيني، ويحتلون القدس الشريف التي هي مدينة مقدسة بالنسبة للعالم الإسلامي كله الذي نحن جزء لا يتجزا منه. إن العلاقات الوقحة والغريبة التي تربطها بعض العناصر المشبوهة والمريضة فكريا - كأحمد الدغرني في المغرب مثلا - مع العدو الصهيوني المحتل لفلسطين يجب أن تعامل كخيانة، وأن تعاقب كجريمة وكخيانة عظمى، لأنها تشارك في مؤامرة كبرى واضحة هدفها تمزيق وحدة شعوبنا وتحقيق خطة العدو،"فرق تسد"، لإعاقة البناء السوي لجبهة موحدة للمقاومة قادرة على مواجهة الأعداء الصهاينة وعملائهم الطغاة في الداخل. ولا ينبغي أن نعامل جريمة الخيانة وكأنها "وجهة نظر"، بل ينبغي أن تفعل القوانين لقائمة التي تجرم الخيانة العظمى. 


 

 في حوار مع جريدة الحياة:
أحمد رامي يقول:
 الملك يناور لشراء وتدجين الناس
جريدة "الحياة" العدد 17 (20 – 26 يونيو 2008)
http://www.albadilalhadari.com/article.php?id_article=81%20&%20id_rub=4
علمت "الحياة" أن مصطفى المعتصم، الأمين العام لحزب "البديل الحضاري"، المنحل، والمعتقل في إطار قضية بلعيرج، كان قد عرض على أحمد رامي، ضابط بسلاح المدرعات بالجيش المغربي خلال المحاولة الانقلابية التي قادها الجنرال أوفقير، والوحيد من الانقلابيين الذي أفلت، (عرض عليه)، خلال لقاء جمع بينهما قبل سنتين، الدخول إلى المغرب والانضمام إلى حزب "البديل الحضاري"، وحاول أن يقنعه بأن البلاد بدأت تعيش وضعا سياسيا جديدا مع مجيء الملك محمد السادس. اتصلت "الحياة" بأحمد رامي، المقيم بالسويد، لتتأكد من ذلك، فكان هذا الاستجواب الذي قال فيه إن المعتصم كان متطرفا في تفاؤله، وأن ما حدث له يؤكد على أنه كان على خطأ. ويكشف رامي، في هذا الاستجواب، أنه التقى أيضا بقياديين إسلاميين من حزب العدالة والتنمية وجماعة العدل والإحسان. كما يكشف أسرارا جرت خلال لقاءات له مع عبد الرحمان اليوسفي قبيل تعيينه وزيرا أول، قبل عشر سنوات.
 
 
 
- هل فعلا سبق أن التقيت مع مصطفى المعتصم، الأمين العام لحزب البديل الحضاري المعتقل حاليا، في إطار قضية بلعيرج؟

- نعم هذا صحيح. وقد حدث ذلك سنة 2006، إذ إلتقيته في العاصمة الإيرانية طهران على هامش أحد المؤتمرات الإسلامية لنصرة المقاومة الفلسطينية. ولم ألتقيه لوحده، بل التقيت كذلك هناك بمصطفى الرميد وفتح الله أرسلان وخالد السفياني وأعضاء من حزب الاستقلال، كانوا مشاركين في المؤتمر



- وهل صحيح أن المعتصم اقترح عليك الدخول إلى المغرب؟

- أجل، بل أكثر من ذلك اقترح علي الانضمام إلى حزب البديل الحضاري. وقال لي إن هناك إمكانيات للعمل السياسي الديمقراطي في ظل حكم محمد السادس.



- وكيف كان ردك؟

- لم أكن متفائلا، مثلما كان عليه المعتصم. وقلت له إن النظام ليس صادقا في نواياه، وأنه يناور فقط لشراء وتدجين الناس والمعارضة. كما قلت له إن بداية عهد محمد السادس تشبه بداية عهد الحسن الثاني، حيث يريد فقط إرساء قواعد حكمه وإظهار تعلق شكلي بالديمقراطية. فالحسن الثاني كان بدوره، في البداية، يبدي ظاهريا إعجابه بالديمقراطية الإنجليزية. لكنه في ما بعد قام بإرساء أشنع ديكتاتورية في العالم العربي والإسلامي. ولذلك لم أكن متفائلا حين ناقشته في العرض الذي قدمه إلي.


 - وماذا كان رد المعتصم؟

- كان متفائلا جدا بخصوص العمل السياسي بالمغرب، ويعتقد أن هناك إمكانية لإرساء الديمقراطية في عهد محمد السادس. وقال لي إن هناك إرادة لدى الملك من أتجل التغيير وأنه شرع في ذلك عبر عدة واجهات، وأن عهد مطاردة وقمع وتعذيب المعارضين قد انتهى.



- ألم يحاول معك مرة أخرى من أجل إقناعك؟

- عند عودته إلى المغرب استمر في مراسلتي، وكان يركز جدا على أهمية العمل الديمقراطي الآن وضرورة نبذ استعمال العنف والعمل السري. وأبدى إعجابه بمحتوى الرسالة التي وجهتها إلى محمد السادس، وقال لي إنها تتضمن أفكارا جيدة ويمكن أن تشكل منطلقا فكريا للعمل الديمقراطي في المغرب. لكني كنت أرد عليه بان كل ذلك مجرد حلم وأن النظام المخزني لم يتغير ولن يتغير بمحض إرادته، لأن أي تغيير لا يمكن أن يتم بدون مجتمع مدني قوي ومقاومة مدنية سياسية متينة وناضجة، حتى وإن اقتضى الأمر اللجوء إلى عصيان مدني ولكن بدون عنف.


- وما هي الضمانات التي كان يقدمها لك من أجل الدخول إلى المغرب والانضمام إلى حزبه؟

- قال لي إن الرأي العام ومناضلي الحزب مستعدون للدفاع علي. وكان هذا دليلا على "تطرفه" في التفاؤل والثقة في النظام، وأنا أيضا كنت مثله في بداية عهد الحسن الثاني عندما كنت عضوا في الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، ولكن بعدما اعتقلت وعذبت، خلال انتفاضة الدار البيضاء لعام 1965، قررت أن أدخل إلى الجيش، قائلا لنفسي، إذا كنت لا أستطيع مواجهة الدبابة في الشارع فإنني أستطيع أن أقودها.



- وكيف تلقيت خبر اعتقاله؟

- استغربت كثيرا لما تعرض له الأخ مصطفى المعتصم من اعتقال وإهانة وبنفس أساليب العهد السابق، وتأكدت بأنني كنت على صواب، وأن النظام المخزني المغربي لم يتغير. وأنا متأكد بأن كافة الاتهامات التي وجهت للمعتصم مفبركة، وهي نفسها التي كانت توجه وتلفق للمعارضة في عهد الحسن الثاني. وتأكد الانتقاد الذي وجهته للأخ المعتصم، حيث كان متفائلا، بشكل مبالغ فيه، في اعتقاده بأن التغيير – في مواجهة نظام غير ديمقراطي – لا يمكن أن يتم إلا بوسائل الديمقراطية.



- قلت إنك التقيت مع قياديين من العدالة والتنمية والعدل والإحسان، كيف كان اللقاء معهم؟

- كان اللقاء وديا.



- ألم تتلق دعوة من طرفهم للدخول إلى المغرب؟

- لا


- ألم تتلق عروضا من جهات رسمية؟

- أتذكر أيضا أنه، وفي كواليس نفس المؤتمر، كان هناك دبلوماسيون من سفارة المغرب في طهران حاضرون، وأمام الوفود المغربية، قدموا أنفسهم إلي وسلموا علي بحرارة، وعرضوا علي أيضا – باسم "صاحب الجلالة"- الدخول فورا إلى المغرب "العهد الجديد". وكان جوابي لهم: "أتقصدون الدخول إلى السجن الجديد؟" وكانت هناك اتصالات في أواخر التسعينيات قبل وفاة الحسن الثاني، حيث بعث الملك الراحل وفدا، كان على رأسه جنرال بالديوان العسكري للحسن الثاني. واقترح علي الدخول إلى المغرب وتولي أي منصب أطلبه وقال لي بالحرف الواحد: "بغيناك تدخل تخدم مع سيدنا" ... وأن هناك تغييرات ستحصل بالمغرب...



- وماذا كان ردك؟

-   لم أثق فيهم، وأجبتهم صراحة بأنه ليست هناك ضمانات لما يقولونه. فكن جوابهم أن هناك إمكانية لتعييني سفيرا إذا كنت مترددا في الدخول إلى المغرب. لم يكونوا صادقين في نواياهم، وكنت متيقنا ومشمئزا من هذه الأساليب الشيطانية التي استعملت مع الكثيرين، وبعد موت الحسن الثاني، بعث إلى بوفد من المقربين لمحمد السادس، وكان من ضمنهم مستشار مقرب له، وعرضوا علي الدخول إلى المغرب، وناقشوا معي حتى تفاصيل العودة بما فيها استقبالي من طرف الملك و "طقوس" السلام عليه. وكان جوابي الرفض أيضا. واعتبرت العرض الذي قدموه إلى إهانة لي.



- ألم يتم الاتصال بك من قبل أعضاء "السلفية الجهادية"؟

- لا أبدا. كانت لي اتصالات مع عبد الكريم مطيع فقط وكان قد عرض علي أيضا الانضمام إلى "الشبيبة الإسلامية" ، لكنني رفضت، فانا إسلامي مستقل، و أدعوا إلى الوحدة بين كافة الحركات الإسلامية أو على الأقل إلى تكوين جبهة إسلامية عريضة.


 
- ألم تلتق بإدريس البصري بعدما غادرت المغرب؟

- لم ألتق به أبدا، لكن التقيت بعبد الرحمان اليوسفي قبل تعيينه، وزيرا أول، حيث زارني في السويد وأقام بمنزلي ثلاثة أيام، وكان قد اتصل بي من فرنسا عبر الهاتف قبل مجيئه وأخبرني بأنه يريد أن يزورني، ورحبت به، والتقيت به مرة أخرى في السويد، لكنه نزل بالفندق، وسبق لي قبل ذلك أن زرته في بيته بمدينة "كان" بفرنسا في أوائل التسعينات، حيث استقبلني بمنزله صحبة زوجته.



- وكيف كان اللقاء معه؟

- كان اللقاء وديا جدا، فأنا أعرف عبد الرحمان اليوسفي والفقيه البصري منذ سنتين، لدي شعور بأن بعض السياسيين المغاربة، وليس اليوسفي وحده، يظنون أنه ما زالت لدي علاقات داخل الجيش المغربي وأنني ما زلت أمثل قوة معينة داخل الجيش، وبالتالي يريدون التقرب منها.


- وهل صحيح أنه ما زالت لك علاقات داخل الجيش؟

-   يمكن القول إن الأفكار التي أعبر عنها يتقاطع معي فيها مجموعة من أفراد الجيش والرأي العام المغربي عامة، وهي نفس الأفكار التي تدافع عنها الصحافة المستقلة وبعض التنظيمات السياسية.



- علاقتك باليوسفي قديمة إذن؟

- علاقتي باليوسفي تعود إلى أواسط السبعينات بعد خروجي من المغرب، كما كنت ألتفي كذلك الراحل الفقيه البصري وعدد من مناضلي الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، كنت أقول لليوسفي: إن المغرب مريض بسرطان المخزن الذي يخاف من الحرية ومن التداول السلمي للسلطة، لأنه مقتنع بأن تطبيق الديمقراطية السليمة سيكون معناه سقوط نظامه ومحاكمة أركانه على جرائمهم، وخلال نقاشاتي مع اليوسفي، قبل تعيينه وزيرا أول، فهمت منه أنه إذا استطاع الجيش القيام بعمل ما، فإن جميع المغاربة سيكونون متفقين معه وسينضمون إليه تلقائيا.



- ولكن كيف يمكن أن يفكر وهو كان يستعد للدخول إلى الحكومة؟

- لم يقل ذلك مباشرة، فخلال النقاش بيننا، قال لي: "وتفضلوا أسيدي عملوا شي حاجة". وقال ما معناه، أنه "إذا حضر الماء غاب التيمم"، أي أنه يعتبر كل العمل السياسي "الديمقراطي" الذي يقوم به عبارة عن تيمم في انتظار "حضور" التغيير الحقيقي، أما عن المخزن، فمهما حاولنا إصلاحه فإن الطبع يغلب دائما على التطبع.



- ألم يقترح عليك اليوسفي العودة إلى المغرب؟

- لم يقترح علي ذلك خلال لقاءاتي به، ولكن كنا نناقش في قضايا المغرب، وفي لقاء به بالسويد، قال: "إن الحسن الثاني يناور وأنا أيضا سأناور"، لقد كان اليوسفي أكثر "واقعية" من مصطفى المعتصم.



-   وماذا فهمت من هذا الكلام؟

- حسب الكلام الذي سمعته من اليوسفي، يظهر أنه كان يريد أن يناور، سيرا على نهج المثل الانتهازي: "قبل اليد التي لا تستطيع قطعها" (اليد اللي ما تقدرش تقطعها بوسها). كان يعتقد أنه يمكن أن يغير النظام من الداخل، ولكن في الحقيقة هو الذي  غيره النظام من الداخل. والمعتصم كان يعتقد حقيقة أن النظام تغير فعلا وأصبح "ديمقراطيا". كان أكثر تفاؤلا من اليوسفي. وأنا لو كنت مكان محمد السادس لأطلقت سراح المعتصم فورا.

عن جريدة " الحياة " العدد 17 (20 – 26 يونيو 2008)


 

 الدكتاتورية والاستبداد

 شكلان من أشكال الإحتلال

مقابلة مع أحمد رامي  نشرتها أسبوعية
 المشعل المغربية وموقع
هسبريس
المغربي

http://www.hespress.com/?browser=view&EgyxpID=920

حوار أجراه: إدريس ولد القابلة

May 15, 2007
في هذا الحوار لذي أجرته أسبوعية المشعل مع أحمد رامي، المعارض المقيم بالسويد منذ هروبه من المغرب عشية فشل انقلاب سنة 1971 (الصخيرات)، سنحاول تلمس جملة من الجوانب المرتبطة بالتصدي للاحتجاجات الشعبية ومواجهتها في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، وأيضا كان الحديث في الحوار عن الأسباب الكامنة وراء النهج المعتمد في استعمال العنف وتدبيره في حالات الغليان الشعبي، وحاولنا أن نعرف رأي أحمد رامي بخصوص جملة من القضايا الأخرى.

-
عرف الملك الحسن الثاني ردود فعل قوية على الاحتجاجات الشعبية، فما هو تقييمكم بهذا الخصوص؟
لا يمكن فهم ما وقع بالمغرب في عهد الملك الحسن الثاني دون فهم الإطار وسياق الصيرورة التاريخية. إن قوى السيطرة الصهيونية لا تعتمد على جهة واحدة ولا تلعب بكل أوراقها دفعة واحدة، إنها تحسب جيدا لبلوغ الأهداف المسيطرة.
لكن المؤكد هو أن القائمين على الأمور بالمغرب اختاروا بين الاستعمار والاستعمار الجديد، وقد تم اعتماد الاختيار الثاني بعد 45 سنة من الاحتلال العسكري الأجنبي والمقاومة الشعبية، بعد الاستقلال بفعل الحرص على تسليم دواليب السلطة إلى ثلة من خونة الأمس. وبالتالي تمكن الاستعمار من وضع مقاليد التحكم في الأمور بين أيد الموالين له للاحتفاظ بمصالحه بالمغرب.
إن الاستعمار كان له الوقت الكافي وزيادة لإعداد رجال وكوادر الاستعمار الجديد، وذلك في مختلف المجالات، الأمنية والعسكرية والثقافية والإعلامية والإيديولوجية والسياسية لاستدامة الإقرار بمنظومة الاستعمار الجديد وحمايتها. إن أغلب الضباط الكبار الذين شكلوا النواة الأولى للجيش المغربي شُكِّلوا من أناس موالين للاستعمار وخدامه، بل عملوا في جيوشه وقوّموا الشعوب واحتلوا بلدانا، أغلب هؤلاء لعبوا نفس الدور الذي لعبه "ساليكان" بالمغرب، هؤلاء الذين تألقوا في التقتيل والتصفيات لاستدامة وجود الاستعمار بالبلاد.
في البداية كان التعامل مع مؤسسة الجيش كأنه ضيعة أو إقطاع أنتج "بينوشيات" و"فرانكوات" المستقبل، ولم تنتج أي نموذج ناصري.
كما أنه كان للحماية الفرنسية الوقت الكافي لتكوين ترسانة من الأشخاص، في مدارسها، اهتموا بالهدم السياسي والثقافي من الداخل لإضعاف منظومة المناعة الوطنية كسبيل ضروري لسيطرة منظومة الاستعمار الجديد، وقد ساهمت في هذا الدور يهود (بنزاكين، أزولاي...(
هذه هي الخلفية التي تفسر ردود الفعل القوية للملك الحسن الثاني في مواجهته للاحتجاجات الشعبية منذ أن كان وليا للعهد، إنها في واقع الأمر ردود فعل، تكاد تكون فطرية في إطار سيادة منظومة الاستعمار الجديد الذي اعتمد على القمع الشرس وإرهاب الدولة والعنف قصد استدامة استمرارها.

-
كيف كان تصدي الملك الحسن الثاني للتمردات الشعبية على امتداد عهده؟
عموما أعتقد أن الدكتاتورية والاستبداد هما شكلان من أشكال الاحتلال. يمكن أن نصادف بعض الاستثناءات، لكن تاريخيا تظل القاعدة العامة هي أن الدكتاتورية والاستبداد والانفراد بالحكم وكذلك الاستعمار لا يتنازلون بطيب خاطر، وإنما بالقوة، في الحقيقة إن صمود ومقاومة ضحاياها هما اللذان يفرضان عليها التنازل أو الاستسلام. ورغم أن هؤلاء الضحايا ليس في مقدورهم هزمها بسرعة، عسكريا وميدانيا، فإنه يمكنهم أن ينغصوا عليها وجودها عبر اعتماد مقاومة دائمة بمختلف أشكالها الممكنة، كما أن المقاومة السلمية لمواجهة الاستبداد والحكم الفردي تعتبر إحدى أهم أشكال المعركة والنضال من أجل الحرية، وكان الملك الحسن الثاني يرى في أشكال المقاومة السلمية من أجل الحرية عبر الاحتجاجات والتمردات الجماهيرية خطرا كبيرا على النظام الملكي وتهديدا أكيدا لاستمراره، لذلك كانت المواجهة عنيفة وعنيفة جدا، وكانت هذه المواجهة تتخذ أحيانا كثيرة أشكالا همجية لإعطاء العبرة وترهيب الآخرين.

-
في نظركم، هل كان المغاربة يخشون الملك الحسن الثاني؟
نعم، كما هو حال جميع أنظمة الاستبداد والحكم الفردي حيث لا وجود للديمقراطية ولا لدولة الحق والقانون، في عهد الملك الحسن الثاني كرست الدولة وأجهزتها الأمنية منظومة رعب مافيوزي حيث حرصت على سيادة الخوف في جميع ربوع البلاد ووسط مختلف فئات الشعب المغربي.

-
هل تعتبرون أن هذا القمع الشرس مرده الاستبداد والانفراد بالسلطة، علما أن البعض ذهب إلى اعتبار أن ذلك يُنِمُّ عن شكل من أشكال احتقار الشعب؟
أعتقد أن اعتماد العنف القمعي الهمجي في عهد الملك الحسن الثاني كان مخططا له، ومرده أولا احتقار الشعب وعدم اعتبار المغاربة كمواطنين، وثانيا، لأن القائمين على الأمور ظلوا يعتبرون، عن اقتناع راسخ، أن الديمقراطية ونظام الحكم المطلق لا يمكنهما التعايش، وبالتالي لم يبق إلا التصدي للمطالبة بالحرية والديمقراطية بالعنف القمعي الشرس وإرهاب الدولة والمكر السياسي والحيل أحيانا.

-
في نظركم، ألم يكن في وسع الملك الحسن الثاني احتواء الحركات الشعبية دون التصدي لها بالعنف؟
في واقع الأمر اتسم نظام الحكم على امتداد عهد الملك الحسن الثاني بجملة من المفارقات والتناقضات الصارخة عصية الفهم، لقد ظل الملك يعتبر أنه ورث بلادا برعيتها، رغم أن هذه الصورة مناقضة للحداثة التي كان ينادي بها ويعتمدها نمطا في حياته، وكان المرء يُخَيَّل له أن الملك يدير بلدا عصريا لكن بنهج قروسطي، علما أن القائمين على الأمور بالمغرب لا يريدون أن يستوعبوا أن الاحتجاجات الشعبية والحركات النضالية موجودة، وسارية المفعول، حتى في الديمقراطيات العريقة مثل السويد وفرنسا، باعتبار أن الديمقراطية هي وسيلة ونهج لتسوية الخلافات بخصوص تدبير شؤون البلاد والمجتمع. لكن يبدو أن الديمقراطية لا يمكنها أن تتعايش مع الأنظمة الفردية الوراثية في العالمين الإسلامي والعربي. إن النظام المؤسس على الديمقراطية والانتخابات الحرة النزيهة يبقى مفروضا عليه اعتماد الحوار والتواصل والتوافق لحل الخلافات والتعاطي مع الاحتجاجات الشعبية وليس التصدي لها بالعنف القمعي الشرس كقاعدة وكنهج.
وعموما كان الملك الحسن الثاني يرى، على الدوام، في الاحتجاجات الشعبية والانتفاضات الاجتماعية، أنها ليست أساليب نضالية، وإنما كتمرد للرعية، وبالتالي وجب سحقها في المهد.

-
قال الملك الراحل الحسن الثاني يوما إنه إذا كان من اللازم، القضاء على ثلثي الشعب لإنقاذ ثلثه الصالح فهذا واجب، ما رأيكم في هذه المقولة؟
إنها تتموقع بامتياز في قلب المنطق القمعي المتبع على امتداد عهد الملك الحسن الثاني، رغم أني لا أعتقد أن هناك جزء صالحا وآخر طالحا في صفوف الشعب المغربي، فالفساد ترعرع وسط المخزن وفي أحضان النخبة الموالية للنظام، وفي هذا الإطار وجب التذكير أن بعض الجنود المشاركين في انقلاب الصخيرات قد تقززوا عندما عاينوا مظاهر التبدير وهدر المال في وقت كان يعيش فيه أغلب المغاربة محرومين من أدنى شروط العيش الكريم، ومهما يكن من أمر أرى أنه من الجرم الاعتقاد بإمكان حل الخلافات السياسية باللجوء إلى العنف أو التصفية الجسدية للمعارضين.
وحاليا في ظل استشراء الفساد والرشوة اللذان ينخران الدولة يمكن التخلص من رؤوس الفساد بتمتيعهم بمعاش مريح للتخلص منهم كسبيل من سبل تحقيق "ثورة سلمية مربحة لجميع الأطراف".

-
هل تمكن المغاربة من التخلص من آثار الاضطهاد الذي مورس عليهم على امتداد 38 سنة؟
خلال حكم الحسن الثاني دمرت الشخصية المغربية الإسلامية الأصيلة، أصيب شعبنا بتبلد ذهني مروع حيث حشيت أدمغة الناس بثقافة الفهلوة والاحتيال والجبن والمذلة والخنوع...
هكذا يتخيل المرء تفاصيل كل دقيقة في الحياة اليومية الجحيمية لرجل شريف حر الضمير، ظل لسنوات طويلة يخشى التعذيب والزنازن المظلمة، وعموما خلّف عهد الملك الحسن الثاني الكثير من الضحايا والأرامل والأيتام.

-
هل مرد ما حدث من آلام هو الصراع على السلطة والسعي لتدجين الشعب؟
إن الدين محرر للإنسان، والرسالة السماوية حثت كثيرا على تعليم الناس مبادئ الكرامة والشجاعة والحق وليس، كما حاول المخزن جعله، مسكنا للآلام ومخدرا للنفوس، ومكبرا للصغائر من الهموم ومنوما للمهانين.

_______________________

أجرى المقابلة: إدريس ولد القابلة - رئيس تحرير أسبوعية المشعل المغربية.

 

في مقابلة نشرتها أسبوعية المشعل المغربية وموقع هسبريس
http://www.hespress.com/?browser=view&EgyxpID=6225

أحمد رامي يقول:
 إلتحقت بالجيش بهدف
 الإطاحة بالنظام الملكي

حاوره إدريس ولد القابلة/ رئيس تحريرأسبوعية المشعل

April 27, 2008

في إطار سلسلة الحوارات التي أجريتها مع أحمد رامي، المعارض المغربي المقيم بالديار السويدية، سبق و أن تطرق في أحدى الحوارات لموضوع محاولات الانقلاب التي استهدفت الملك الراحل الحسن الثاني، و ها هو أحدها:
 

  كم مرة تعرض الحسن الثاني لمحاولات الاغتيال أو الانقلاب في حياته؟

 حسب معلوماتي، والمعلومات التي استقيتها من أفقير والدليمي، لم يتعرض الحسن الثاني لأية محاولة اغتيال من طرف المعارضة المدنية.

وتظل محاولتي الصخيرات 1971 و16 غشت 1972 العسكريتين هما الوحيدتان اللتان وصلتا إلى مرحلة التنفيذ العملي.

قبل هاتين العمليتين وما بينهما، جرى تحضير سبعة مخططات عسكرية للإطاحة بالنظام لكنها، لأسباب "تقنية"، لم تصل إلى مستوى التنفيذ، ولم يكن الأمر في أية من هذه المخططات أو المحاولات يتعلق بمجرد "اغتيال" الملك، بل كان الهدف المشترك هو الإطاحة بالنظام الملكي وإقامة نظام جمهوري ديمقراطي.

أما المؤامرة التي ظلت الدعاية المخزنية تتحدث عنها من حين لآخر لتبرير حملات القمع ضد المعارضة المدنية، من أجل تدجينها وترويضها، فكانت غالبا ما تأتي بناء على "معلومات" مفبركة وخاطئة من الموساد الإسرائيلي الذي كان على علاقة وثيقة برؤوس النظام المخزني، أو بناء على مخططات أمنية مغرضة تهدف إلى إبعاد العناصر المعارضة التي تشكل خطرا على النظام، إما بطردها أو دفعها إلى المنفى أو رميها في السجون وتعيين القريبين من القصر أو الدائرين في فلكه على رأس قيادات الأحزاب المعارضة، بل وفبركة أحزاب أخرى معارضة تسير من طرف القصر.. بتعبير آخر ما كان الحسن الثاني يسميه بالمؤامرة التي ادعى أنها استهدفته كولي للعهد أو كملك من طرف المعارضة المدنية، لم تكن في الحقيقة إلا مؤامرات دبرها الحسن الثاني لقتل المعارضة السياسية والمدنية لاستمرار نظام حكمه على النهج الذي يوافقه. لاحظ، عندما يسود القمع والتنكيل والاستبداد لا يبقى أمام المعارضة إلا اعتماد فلسفة العنف المضاد واستراتيجية "المؤامرات المضادة" وأسلوب الانقلابات لتحقيق ما لم ينفع تحقيقه بالوسائل السلمية الديمقراطية. وقد قيل "أمام المستبد الأوحد، لا يبقى إلا الحل الأوحد الممكن".

ففي العقود الأولى من عهد الحسن الثاني سادت سلبيات مميتة نتيجة القمع الهمجي الذي طال كل الأجيال في المجتمع، مما دفع في اتجاه خلق عقلية من التواكل والخوف والاضطراب شملت البلاد بكاملها وحولتها إلى ساحة للطغيان والإذلال والخنوع [الذلقراطية حسب تعبير الدكتور المهدي المنجرة]، وبالتالي يصبح ضابط الجيش "قوة ضاربة" أقوى من أي حزب سياسي، فطبيعة النظام السياسي هي التي تقرر في طبيعة المعارضة التي ستطيح به.

أنا شخصيا ولجت سلك الجندية منذ البداية بهدف الإطاحة بالنظام الملكي، وبعد أن ألقي علي القبض عدة مرات لأني حاولت أن أمارس حقي الطبيعي والديمقراطي في المعارضة السياسية، وأتذكر، عندما كنت أستاذا بثانوية محمد الخامس بالدار البيضاء شاركت في تأطير وتنظيم المظاهرات الطلابية في مارس 1965، غداة إعلان حالة الطوارئ ومنع التجول ليلا، ورغم ذلك توجهت ليلا رفقة أحد طلابي – وهو أحمد احرزني صاحب مسؤولية رسمية حاليا – إلى مقر الاتحاد المغربي للشغل لنطلب من المحجوب بن الصديق أن يعلن عن إضراب تضامني مع الحركة الطلابية، وكانت دهشتي كبيرة عند دخولي إلى مكتب المحجوب حوالي الساحة الواحدة ليلا، وكان في مكتبه أجنبيان يتشاور معهما بخصوص كيفية التعاطي مع الوضع المحتقن آنذاك، وهذان الشخصان هما السفير الأمريكي وسيمون ليفي الذي كان يدرس الفلسفة في نفس الثانوية التي كنت أعمل فيها، وأحمد أحرزني  شاهد على هذه النازلة. وكان السفير الأمريكي وليفي يعارضان بشدة فكرة إعلان الاتحاد المغربي للشغل عن أي إضراب للتضامن مع الطلبة، بل لقد كانا ضد كل ما قام به الطلبة من أعمال احتجاجية.

تساءلت آنذاك ماذا كان السفير الأمريكي وسيمون ليفي اليهوديان يفعلان، في ذلك الوقت المتأخر ليلا وفي ظروف حالة الطوارئ ومنع التجول. وفي اليوم التالي ألقي عليّ القبض وعذبت بوحشية في مركز الشرطة بالدار البيضاء.

وفي أكتوبر سنة 1966 التحقت بالأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس بهدف الإطاحة بالنظام الذي يلعب دور قاعدة عسكرية لقوى السيطرة الصهيونية والأجنبية في بلدي. تخرجت من الكلية العسكرية سنة 1968 والتحقت دفعتي بكاملها بمدرسة اهرمومو لتكوين ضباط الصف والتي كان يقودها العقيد أعبابو. وكان الهدف هو أن تشارك كل عناصر دفعتي في مخطط عسكري للإطاحة بالنظام الملكي.

وبما أن الحاجة كانت تستوجب تواجدي في سلاح المدرعات، فقد تم تعييني بمقر قيادة هذا السلاح بثكنة مولاي إسماعيل بالرباط، ولذلك غادرت أهرمومو بعد شهر واحد صحبة العقيد أعبابو آنذاك.

وكانت أول خطة للإطاحة بالنظام الملكي تقضي بأن يُلقى القبض على الحسن الثاني خلال مناورات عسكرية قرب مدينة تازة، إذ كان مقررا أن يزورها، كما كان مقررا مشاركة مدرسة أهرمومو ضمن هذه المناورات. وفعلا تم الاتفاق على أن تجرى هذه العملية في شهر أكتوبر سنة 1969، سيما أننا لم نكن نتوفر على نظام ومؤسسات كما هو متعارف عليه، وإنما السائد آنذاك هو طغيان حكم فردي ودولة يتملكها شخص واحد، وبالتالي كان الأمر بسيطا في نظر الضباط المخططين للانقلاب على من كانوا يرون فيه "طاغية".

وكانت كل عناصر الخطة تستهدف وضع اليد بشكل من الأشكال على القائم على هذا النظام الفردي لإخبار الناس بأنه لم يعد موجودا، وذلك للقضاء على هاجس الخوف الذي أصاب الشعب المغربي بالشلل. غير أن الملك الحسن لم يأت لحضور المناورات العسكرية في آخر لحظة، وهكذا تقرر تأجيل كل شيء في انتظار فرصة أخرى.

أما المحاولة الثانية، فهي محاولة الصخيرات المعروفة والتي فشلت.

وبعد هذه المحاولة دبرت مخططات أخرى لم يكتب لها النجاح،، منها محاولة 16 غشت لسنة 1972.

بعد هذا الفشل قام الضباط الأحرار بالاتصال بالجنرال الدليمي الذي انضم إلى تيار التغيير من أجل حياة أفضل ومغرب جديد حر ومن أجل شعب يتوق للكرامة والعدل والشرف.

جرى التحضير لخطط للإطاحة بالملك الحسن الثاني ونظامه، ولكن الموساد والمخابرات الأمريكية قاما بإخبار الملك بسبب تسريب بعض المعلومات، مما أدى إلى تصفية الدليمي جسديا كما هو معروف.

 سبق لمومن الديوري أن صرح بأن الحسن الثاني تعرض لـ 15 محاولة انقلاب واغتيال، ما رأيك في هذا القول؟

 من الممكن أن يكون الأخ مومن الديوري قد قصد كل المؤامرات بما في ذلك تلك التي فبركتها المخابرات المغربية في عهد الحسن الثاني، وكان هو نفسه من بين ضحاياها المشهورين، والتي كان الغرض منها إرهاب المواطنين والمعارضين وتخويفهم من مجال السياسة وعدم الخوض في الشأن العام.

 هل فكرة قلب النظام ظلت مسيطرة بين صفوف الضباط؟

 الجيش عينة من المجتمع المغربي وشكل من أشكال تصوره، فالتيارات والهموم التي تسود المجتمع هي نفسها التي تشغل بال الجيش والضباط على حد سواء.

عندما ولجت سلك الجيش وجدت عددا لا يستهان به من العناصر المجاهدة لنفس الأسباب والأهداف التي دفعتني إلى الالتحاق به، آنذاك كان المناخ ناضجا في المجتمع لتقبل أي تغيير إيجابي والسعي إليه من أجل حياة أفضل، وهناك أيضا كل الشروط الموضوعية لانتفاضة جذرية في صفوف ضباط الجيش، لم يكن ينقصها سوى الشروط الذاتية والظرف المناسب.

وإذا كانت وظيفة الجيش، في إطار نظام ديمقراطي، هي حماية الوطن من الأخطار الخارجية، ففي النظام الاستبدادي والطغياني تحاول الدكتاتورية الارتباط والتعاون مع القوى الخارجية من أجل أمنها وليس من أجل الأمن القومي، وبالتالي يحاول الطغاة تحويل المؤسسة العسكرية إلى أداة وكلب حراسة للنظام الاستبدادي، مما يورط الجيش تلقائيا في الصراع الداخلي مع الطغيان وضد المعارضة. هكذا يضحى مفروضا على الجيش أن ينحاز ويختار بين خيارين لا ثالث لهما: إما أن يوجد سلاحه ضد الشعب حماية للطغيان، أو يوجهه ضد الطغيان لحماية الشعب. إذ لا يمكن للجيش أن يكون "حياديا" عندما يتعلق الأمر بمصير الشعب والبلد ومستقبل الأمة.

 يقال إن الحسن الثاني نجا أكثر من مرة من محاولات التسمم، ما قولك في هذا الأمر؟

 هناك عدة إشاعات تناسلت بهذا الخصوص في المجتمع، إلا أنه لم تثبت أية محاولة تسميم، وإذا كانت هناك محاولات فقد تم التستر عليها ولم تتسرب عنها معلومات مضبوطة.

 هل سبق لحكام الجزائر أن فكروا في قلب نظام الحسن الثاني؟

 لا أظن ذلك، فحكام المنطقة آنذاك كانوا متحدين ومتضامنين "أمنيا"، لكنهم كانوا يفرضون شكلا من أشكال التشتت والتفرقة بين الشعوب والبلدان، فالأنظمة عملت على نوع واحد من الوحدة، "الوحدة الأمنية" والتنسيق "الأمني"، هذا هو النوع الوحيد من الوحدة الذي نجحت فيه الأنظمة التي ظلت ترغب في التحكم في رقاب الشعوب وتستأسد عليها بقدر ما تركع للأجنبي.

 ألم يفكر البعثيون (العراق/ سوريا) في قلب النظام المغربي خلال عهد الحسن الثاني؟

 في عهد الحسن الثاني لم يكن للبعثيين وجود في المغرب، وكان كل همهم آنذاك هو محاولة استقطاب بعض الطلبة والمثقفين، واقتصر الأمر على إعداد شروط هذا الوجود، وبالتالي لم يكونوا وقتها قد وصلوا بعد إلى طرح إشكالية قلب النظام.

 
والإخوان المسلمون؟

 الإخوان المسلمون في ذلك الوقت كانوا يسيرون على نهج ميكافيلي نفاقي وانتهازي كباقي الأحزاب الفاسدة. أما الحركة الإسلامية الحقيقية فقد بدأت مع استشهاد خالد الإسلامبولي وبثورة الخميني وحزب الله في لبنان.

وفي هذا الصدد أتذكر كيف كان شيوخ الإخوان المسلمين يطوفون على وحدات الجيش الملكي في المغرب من أجل الدعاية للنظام الملكي وللحسن الثاني، وكيف أن سعيد رمضان نفسه، كان الحسن الثاني يستدعيه إلى المغرب لإلقاء محاضرات على ضباط الجيش لتمجيد ومدح الملك هجاء جمال عبد الناصر.

 
هل رغب معمر القذافي في قلب النظام المغربي؟ وعلى من كان يعتمد لإنجاز هذه الرغبة؟

 التقيت بالقذافي مرتين، كما التقيت ببومدين، وشعرت أن الرجلين مصابان بنوع من الهوس.. كان القذافي ولا يزال سجين مخابراته التي نجحت - بالتنسيق مع مخابرات "عربية" أخرى - في عزل الحكام، وإقامة نوع من الوحدة، وحدة المخابرات المغاربية. والمفاوضات التي تجري الآن بين البوليساريو والمغرب، ليست سوى مشاورات بين مخابرات الجزائر ومخابرات المغرب، والتي يوحدها ارتباطها بالمخابرات الأمريكية.

فالقذافي يطعم بتقارير مخابراته ويتخذ قراراته بناء عليها، ثم تنفذ بنفس القنوات البوليسية الغبية.

فكل ما قيل بصدد تغيير الأنظمة، كان مجرد أحلام ونزوات، والأكيد هو أن العقيد مشغول بشيء واحد الآن بعد إعلانه عن الاستسلام الاستباقي لأمريكا ولإسرائيل، إنه منشغل بالدفاع عن نظامه وتوريثه لابنه..


أسمحوا  لي  أن أبصق على مجتمعنا
http://abbc.net/rami/ar/almichaal/cracher.htm


لماذا رفضت العودة
http://abbc.net/rami/interview-alkhabar-ar.htm
 

- أحمد رامي : بعد المحاولتين الانقلابيتين لم يعد القصر يثق في الأمازيغ !
 

- أحمد رامي : إذا أردنا الحل في الصحراء علينا بـ" كبّرها تصغار" !

 

- أحمد رامي: ولجت الجيش بهدف الإطاحة بالنظام الملكي!
 

- أحمد رامي : علاقات الدغرني مع العدو يجب أن تعامل كخيانة!

- أحمد رامي : عن أساليب حكام المغرب الشيطانية ...


 

المجزرة اليهودية في غزة


دماء الشهداء لن تذهب هدرا
 
 
إسماعيل هنية

  غزة وضرورة المقاومة

خطوة على طريق التصدي
   
للهيمنة اليهودية عالميا

شروط تفكيك الكيان الإسرائيلي
    يحي أبوزكريا

الحرب الإعلامية:هل انقلب
 
  السحرعلى الساحر؟
م. بشور
 

الحرب النفسيّة اليهودية
    لإحتلال عقولنا، أسعد أبو خليل
 

"كتّاب" الطابور الخامس
    وتبريرالعدوان اليهودي

التعاون مع العدو كفر وخيانة
   
- بيان من العلماء المسلمين

التعاون مع العدو جريمة
    لا "وجهة نظر"!
ع.أومليل

حكاية البهائي محمود عباس

مسيرات الشعب المغربي
    من
أجل غزة

صادرات إسرائيل إلى المغرب
   20 مليار خلال السنة الماضية

الخونة والأقلام المأجورة !
   
محمد الشبوني

اليهود ممسكون بخناق القرار
    الغربي
عبد الكريم مطيع

إسرائيل: حاضنة الإرهاب
    اليهودي
، عبد الله آل ملهي

هستيريا الخونة سميح خلف

علماء السلاطين أم تُجار دين ؟

قائمة لعملاء العدو، قائمة العار

مطالبة شعبية
    بتجريم التطبيع مع العدو

الموت لحكامنا المتحالفين
    مع اليهود
،
منير باهي

يوميات رجل خليجي

"جنرالات" كرة القدم
    في المغرب
!

الحمار المحتل

العيب فينا ؟
    
أم في الهيمنة الخارجية؟

"هيبة الملك" في المغرب
     علي الوكيلي

هل سيتحقق هدف حصار غزة ؟
    سوسن البرغوتي

كيف تمت سرقة المغرب؟
   
مصطفى حيران

موت الأنظمة وعجز الشعوب
    أحمد منصور

عنتريات الحكام ضد شعوبهم
    وتواطؤهم مع اليهود نزار قبانى

تقرير سري جدا
     من بلاد قمعستان،نزار قبانى

متى يعلنون وفاة العرب؟
  
 نزار قباني

إما نكون أعزةً أو لا نكون!
   
أحمد باكثير

المفسدون في الارض
    أحمد حسن المقدسي

الكلام، زيّ الحسام...
    
حوار مع أحمد فؤاد نجم

اتركوني أبكي ...
   
عادل الحياني

أيها الساكن في قصور
    الفجور
د.مازن حمدونه

أشهد يا عالم! حسن العشوري

أسماء بعض كبار مجرمي حرب
   الإبادة بغزة المطلوبين للمحاكمة


بيان إلى الأمة بشأن غزة

دعوة لإعلان الإنتفاضة

عندما فشل الحصار

نهجان في مواجهة العدوان

تصفية القضية الفلسطينية

أصبحنا غرباء في بلداننا

بروتوكولات حكماء صهيون

الدعاء الرسمي للحكام العرب

خفافيشٌ اليهود تريدُ دمَاءَن

أول العرب هم الفلسطينيون

طاطي رأسك طاطي...

تضامن مع غزة في المغرب

أحمد رامي Ahmed Rami 

باللغة الإنجليزية English

باللغة الفرنسية  Français

 بالعربية Arabic
 

مجزرة اليهود بغزة في صور

رسوم عن جرائم اليهود في غزة

مناظرمن جرائم اليهود في غزة

صور الهمجية اليهودية في غزة

صور لرسائل حب الأطفال
    اليهود لغير اليهود
!


100 كاريكاتور
    عن الوقاحة اليهودية


ملحمة غزة وهزيمة الخونة
   
فهمي هويدي

جريمة محرقة غزة لن تمر
    فهمي هويدي

 بالخداع يحاول اليهود تحقيق
    ما عجزواعنه بالسلاح
ف.
هويدي

خطاب لن يلقيه مبارك
 -  فهمي هويدي

اسمحوا لي أن أبصق على
    مجتمعنا، أحمد رامي


أخي لقد جاوز الظالمون المدى
     فحق ا
لجهاد وحق الفداء!


أيها المسلمون: فيقوا وانهضوا

إستشهاد المجاهد سعيد صيام
    القيادي في حماس


في ذكرى جمال عبد الناصر
    بيان عن ملحمة غزة


أعرف عدوك:
    اليهود في القرآن

غزة: معنى وقف إطلاق النار
    عزمي بشارة

الوسيط اليهودي ساركوزي!
    عبد الباري عطوان

ثقافة الإستسلام
    عبد الباري عطوان

غزة تفضح "عرب" التواطؤ
    عبد البارى عطوان

لم ولن يستسلم المجاهدون !
    عبد البارى عطوان

غزة وسقوط الأقنعة
  
 رشيد نيني

لن نصدقكم أيها الحكام!
  
    
د. فيصل القاسم

غزة وثقافة المقاومة !
    حسن بويخف

حكامنا، حكام الردة والخيانة
    صلاح عودة

محرقة غزة ودعاية مخرقة
   اليهود
عبد الله الدامون

اللص اليهودي، وكلابه
  
 عبد الله الدامون

ما العمل، يا أحبار الهزيمة؟
  
 نور الدين لشهب

إنهاء الإحتلال، لا المقاومة!
  
 صبحي غندور

بداية للتصدي للهيمنة اليهودية

دعوة للتخلص من الحكام
   المنافقين الذين عرتهم غزة

حجب المواقع المعارضة
    في المغرب

العرب ظاهرة صوتية
    أمام الاحتلال،
أميمة أحمد

غزة بين ظلم الأعداء
    وغبن الأصدقاء
، ن. علوش

مبارك لإسرائيل:
     
"أكسروا حماس" !

محمد السادس "يتجرأ"...
   
على شافيز
!

محمد السادس أميرالمؤمنين
    أم أميراللواطين؟

"محمد السادس" يرفض
    إستقبال نائب أحمدي نجاد !

القمة، أو"القمامة" العربية!

قمة الانحدار. لا رأي
    لمن لا قوة له!
رشيد نيني

دعاء الحكام في مؤتمرالقمة:
   
"اللهم انصراليهود"!

 اليهود في القرآن

مرشد الثورة الإسلامية
   
يهاجم الخونة

يهود المغرب، طابور خامس

إعتقال مسؤول مغربي
    لأنه لم يقبل يد الملك
!

المارد الإسلامي يخرج من
   صندوق الاقتراع
أوري أفنيري

القدس

غزة العز، قلب أمة ينبض

لن يكون مع اليهود سلام

فيلم يهودي في المغرب

فقدان حقوق الإنسان العربي
 

FRENCH

ENGLISH

Photos du massacre
    juif à Gaza

Photos et l'idéologie
     derrière le massacre


Chronique illustrée du
    massacre juif de Gaza


  Images des bestialités
     juives à Gaza


Les messages d'amour
    des enfants juifs


100 caricatures
    sur le culot juif


200 citations
    sur les juifs


Que veulent les Juifs,
    au juste ?
M. Mahmud


La France
    est occupée !


Obama raconte à
    sa fille...
M. Collon


Pas de paix
    sans Justice!

       Michel Collon


France: une prison
     idéologique!
Dupont


Guerre totale
     contre l'Islam

        Ahmed Rami


Céline et les juifs...


Les plans stratégiques
     juifs de Sarko


Que faire ? Bilan et
     perspectives d'action

     
Michel Collon


«L'Holocauste»:
    un mensonge
   
historique!
   
 R. Faurisson


Ben-Gourion:
    "Nous avons volé
     la Palestine"
 
       
Khalid Jamai


Le massacre de
    1400 palestiniens
     à Gaza. P. Randa


Les juifs ont violé
    notre conscience
       BELAALI Mohamed


Boycottons
    les produits juifs


Macias en France
     veut mourir
     pour
Israël !


La libération
    de la Palestine
    passe par la notre!

     
C. Bouchet
 


Libérer les Français
    des mensonges juifs,
  
  Alain Gresh


Gaza, choc et effroi
       Alain Gresh


Levons-nous !


En France:
    les
juifs déforment
    
les magistrats!


Le massacre
    juif de Gaza.

    M. Collon


On ne peut pas
    dire la vérité.

     Michel Collon


Arrêtons les
    massacres
!
    Gilbert Perea


Qui recherche la
    vérité,
est interdit

      
Ivan de Duve


Les Israéliens
     s'illusionnent

        Abdel-Jawad


"J'écrivais des textes
     que d’autres signaient."
       Simon Levy


Les juifs gouvernent
     le monde
 Mahathir M.


La crise financière,
     pourquoi...?


Le pouvoir juif 
    persécute Siné !


Les racines des
    crimes juifs actuels
,
      Robert Faurisson


Les plans stratégiques
 
  juifs du rusé Sarkoy!


“Tsahal” recrute
    en France


Un "peuple"
    ou d'une mafia?
    
Shlomo Sand


Que dit la bible juive?


Les Juifs contrôlent
    le monde entier

       Abdallah Aal Malhi


"Merci Hitler"!


"H. Clinton:
     une pute juive"


Ahmed Rami


Arabe بالعربية


Anglais
 





 

Photos of the jewish
    massacre of Gaza

Album of the idéology
   behind the massacre


  The Jewish massacres
     in Gaza,
 photos


Images of the Jewish
     bestiality in Gaza


When Jewish children 
    send 'love' messages


100 cartoons about
    jewish domination


Jews Banished 47 Times
   In 1000 Years - Why?


For Whom
    the Gaza BellTolls


The Jewish terrorist Stat


Judaism in its finest hour !


What Jews say, what world
   famous men said about Jews


Israel Is Committing
    War Crimes


I am Israel


Wake up Germany !


How to Kill a Palestinian


The Jewish Purim:
  
  What's It ?


The Jewish Yom Kippur
    What Is It ?


How Jewish leaders
     kill for Jewish votes


Israel Seeking Arab
    Obeisance


The US Promotes Jewish
    Genocide Against Gaza


"European" or Jewish
       initiatives in Gaza ?


Jewish massacre of Gaza


Bombing of the University
     in Gaza!


The Jewish
     Holocaust in Gza


A Jewish Extermination
    Campaign


Economical War
    & Jewish domination


Israel: Boycott
    and Sanction


Fatwas on the
    Boycott of Israel


US products' Boycott
    starts in Malaysia


Ten Key Questions
     to The Jews


No congratulations
    to Obama


Madoff and its
    victims Victims


A North American
    Statementon Gaza


The rotten state of Egypt
     is too powerless to ac
t


Growing outrage at the
     killings in Gaza


US secret arms to Israel


The Crucifixion of
     Bishop Williamson


What is this Jewish
    carnage really about ?


Ahmed Rami


French


Arabic بالعربية
 







HOME 

Ahmed Rami